-اعلان

بيعة العقبة الأولى والثانية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

بيعة العقبة الأولى والثانية كان لهما أثر كبير على الدعوة الإسلامية، تلك البيعة التي حطمت الجدران السوداء التي حالت بين نور الإسلام والناس، بين الدنيا ونور الآخرة

متى كانت بيعة العقبة الأولى والثانية؟

في السنة الحادية عشرة من البعثة عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل شأنه كل عام، فبينما هو عند العقبة (موضع بين منى ومكة منها ترمى جمرة العقبة) لقي رهطاً من الخزرج أراد الله بهم الخير وكانوا ستة وهم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله

فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم: “من أنتم؟”، قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن

وكان مما مهد أفئدتهم لقبول الإسلام، أن اليهود كانوا معهم في بلادهم، ومعلوم أنهم أهل كتاب وعلم، فكان إذا وقع بينهم وبين اليهود نفرة أو قتال، قال لهم اليهود: إن نبياً مبعوث الآن قد أطلّ زمانه، سنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم

فلما كلّم الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء النفر، ودعاهم إلى الإسلام، نظر بعضهم لبعض وقالوا: “تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا يسبقنكم إليه”

فأجابوه إلى ما دعاهم إليه من الإسلام، وقالوا: “إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك، فلا رجل أعز منك”،ثم انصرفوا ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل

بعد أن تكلمنا عن مقدمة عن بيعة العقبة الأولى والثانية سنتحدث عن تفاصيل بيعة العقبة الأولى والثانية

بيعة العقبة الأولى

دار الزمن وأقبل موسم الحج وخرج من المدينة اثنا عشر رجلاً يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وصمم هذا الوفد القليل الكبير أن يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقوه بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

بنود بيعة العقبة الأولى

ويروي خبر بيعة العقبة الأولى عبادة بن الصامت فيقول: (كنا اثني عشر رجلاً، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه” قال عبادة بن الصامت: “فبايعناه على ذلك”

مصعب بن عمير أول سفير في الاسلام

فلما أرادوا الانصراف طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما تمت بيعة العقبة الأولى أن يبعث معهم رجلاً ليعلمهم الإسلام، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم سفر الإسلام الأول، وداعية الإسلام العظيم، ذلكم الشاب المدلل، الذي كان بالأمس القريب يلبس الحرير، ويكثر من العطر الطيب، فإذا مر في طريق من طرقات مكة قال الجميع: “لقد مرّ في هذا الطريق مصعب بن عمير

إنه الشاب التقي النقي الذي استعلى على الشبهات والشهوات، وتعالى على ملذات الدنيا، ولبس الخشن من الثياب، وأكل الجلد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل ورق الشجر مع أستاذه ومعلمه في شعب مكة حين الحصار الاقتصادي، يختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون أول داعية إلى دين الله في المدينة المنورة

ويخرج مصعب بن عمير رضي الله عنه ليتعهد شجرة الإسلام بنفسه، التي نمت وترعرعت على يديه، حتى عاد موسم الحج المقبل ليبشر أستاذه ومعلمه بأن فجر الإسلام قد أشرق على المدينة المنورة، واجتمع عدد كبير من الأنصار في هذا الموسم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

متى كانت بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية

يروي كعب بن مالك رضي الله عنه أحداث بيعة العقبة الثانية فيقول: (واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج، وكانت تلك الليلة التي واعدنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، نمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القطا مستخفين، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً، ومعنا امرأتان من نسائنا: نسيبة بنت كعب، وأسماء بنت عمرو بن عدي

بنود بيعة العقبة الثانية

قال كعب بن مالك: فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب، فتكلم القوم وقالوا: خذ منا لنفسك ولربك ما أحببت، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال: “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم”

فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال: “نعم، والذي بعثك بالحق نبياً لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحلقة (أي السلاح كله)، ورثناها كابراً عن كابر”

فاعترض القول والبراء يتكلم أبو الهيثم بن التيهان فقال: “يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها – يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟”

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: “بل الدم الدم والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم”

اختيار أفضل النقباء

وقد كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، فلما تخيرهم قال للنقباء: “أنتم كفلاء على قومكم ككفلالة الحواريين لعيسى بن مريم، وأنا كفيل على قومي”)

وكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور، ثم بايع القوم كلهم بعد ذلك

فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “انفضوا إلى رحالكم”، فقال له العباس بن عبادة بن نفلة: “والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلنّ على أهل منى غداً بأسيافنا”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم”

الفروق بين بيعة العقبة الأولى والثانية

معرفة قريش بخبر بيعة العقبة الأولى والثانية

فرجعنا إلى مضاجعنا، فنمنا عليها حتى أصبحنا، فلما أصبحنا غدت علينا جلّة قريش، فقالوا: “يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم”

فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله: “ما كان من هذا شيء وما علمناه، وقد صدقوا، لم يعلموه، قال: “وبعضنا ينظر إلى بعض”

ونفر الناس من منى، فتحرى القوم الخبر فوجدوا أن الأمر قد كان، فخرجوا في طلبنا فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر وهي موضع قريب من مكة، والمنذر بن عمرو، وكلاهما كان نقيباً، فأما المنذر فأعجز القوم فهرب، وأما سعد فأخذوه، فربطوا يديه إلى عنقه بشراك رحله، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بجبهته، وكان ذا شعر كثير

قال سعد: “فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني، إذ أقبل إليّ رجل ممن كان معهم، فقال: (ويحك أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد؟ قلت: بلى والله، لقد كنت أجير لكل من جبير من مطعم، والحارث بن أمية، أمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي”

قال: “ويحك، فاهتف باسمهما”، قال: ففعلت، فجاء المطعم بن عدي والحارث بن أمية فخلصاه من أيديهم

وكانت بيعة العقبة الثانية قد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم فيها على القتال، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الحرب، على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقول الحق أينما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم”

الفرق بين بيعة العقبة الأولى والثانية

هناك فروق بين بيعة العقبة الأولى والثانية، لكن البيعة الثانية تتفق في جوهرها مع بيعة العقبة الأولى، فكل من بيعة العقبة الأولى والثانية فيهما إعلان عن الدخول في الإسلام أمام رسول الله، وأخذ للمواثيق والعهود على السمع والطاعة والإخلاص لدين الله، والانصياع لأوامر رسوله

لكن هناك فروق جوهرية بين بيعة العقبة الأولى والثانية

  • الفارق الأولى: أن عدد المبايعين من أهل المدينة في المرة الأولى كان اثنى عشر، أما عددهم في البيعة الثانية فقد كان بضعة وسبعين بينهم امرأتان
  • الفارق الثاني: أن البنود المنصوص عليها في البيعة الأولى خالية عن الإشارة إلى الجهاد بالقوة، ولكنها في البيعة الثانية تضمنت الإشارة بل التصريح بضرورة الجهاد والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى دينه بكل وسيلة

هذه هي الفروق بين بيعة العقبة الأولى والثانية

للمزيد عن بيعة العقبة الأولى والثانية اقرأ: فقه السيرة النبوية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد