قصة الوليد بن المغيرة
الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى بأبي عبد شمس، كان سيد من سادات قريش، وكان من أصحاب المشورة والرأي، وكان ذو منزلة عالية عند قبائل العرب، ولذلك فقد كان يلقب بريحانة وقاضي قريش وعظيم القريتين، وكان أكثر أهل قريش أولاداً وأموالاً، وكان مما اتصف به أنه منع نفسه وأولاده من شرب الخمر، ومع ذلك لم يوفقه الله للهداية فلم يدخل الإسلام، فلنتعرف على قصة الوليد بن المغيرة والايات التي نزلت في الوليد بن المغيرة
قصة الوليد بن المغيرة
سنتحدث عن قصة الوليد بن المغيرة الملقب بأبي الوليد، كان سيداً في قومه وصاحب رأي وبصيرة، فقال لقومه من قريش: “يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه، وأعرض عليه أموراً لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟
فقالوا: بلى يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه، فجاء عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من الشرف في العشيرة والمكانة في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمرعظيم فرّقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم،
فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع، لنكمل قصة الوليد بن المغيرة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم وماذا عرض عليه الوليد وبم أجابه النبي صلى الله عليه وسلم
قصة الوليد بن المغيرة مع الرسول
قصة الوليد بن المغيرة مع الرسول أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم المال والشرف والملك على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ” يابن أخي: إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً،
وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه.
هذه هي قصة الوليد بن المغيرة مع عرضه العروض على النبي صلى الله عليه وسلم
قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت
سنتكلم لكم عن قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت، بعد أن أنهى الوليد بن المغيرة كلامه وعرضه المال والملك والشرف على النبي صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: “فاسمع مني. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{بسم الله الرحمن الرحيم، حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنأً عربياً لقوم يعلمون، بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون، وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه
وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون، قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين}، اقرأ أيضاً: زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها
ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القراءة والوليد بن المغيرة يسمع حتى وصل إلى قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}
هذه هي قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت التي تأثر الوليد بن المغيرة بإنذار القرآن، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما يتلوه وحي من عند الله
قصة الوليد بن المغيرة مع بلاغة القرآن
بعد أن سمع الوليد بن المغيرة الآيات القرآنية من سورة فصلت التي تلاها النبي صلى الله عليه وسلم على الوليد بن المغيرة أمسك بفيه وناشده الرحم أن يكف عن القراءة، وذلك خوفاً مما تضمنته الآيات من الوعيد والتهديد
قصة الوليد بن المغيرة مع بلاغة القرآن هي أنه أدرك أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون من كلام البشر، فسطر التاريخ مقولة الوليد بن المغيرة ببلاغة القرآن، قائلاً لقومه:
“والله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه مثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم تحته”
اقرأ أيضاً: الدعوة السرية للنبي صلى الله عليه وسلم
إخبار الوليد بن المغيرة قريش بتأثره بالقرآن
أما عن قصة الوليد بن المغيرة مع قريش حيث عاد عتبة إلى أصحابه فلما جلس بينهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: “ورائي أني سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه،
فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم
هذه هي قصة الوليد بن المغيرة مع قريش
معنى ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة
- قوله: “إن له لحلاوة”: أي أنه شهي جذاب للنفوس، جلاب للميول، خلاب للعقول، ترتاح إليه الأرواح
- قوله: “إن عليه لطلاوة”: أي أنه محلى بألفاظ جميلة وأنغام مقبولة
- قوله: “إن أعلاه لمثمر وأسفله مغدق”: يريد أن القرآن الكريم كشجرة كبيرة، غصونها زاخرة بالثمار، وجذورها مستحكمة واسعة الانتشار في أعماق الأرض، هذه هي قصة الوليد بن المغيرة مع معنى ان له لحلاوة
هل اسلم الوليد بن المغيرة
بعد أن ذكرنا قصة الوليد بن المغيرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم يتبادر لأذهاننا سؤال: هل اسلم الوليد بن المغيرة أم لا؟ وهل تأثر بحلاوة القرآن أم لا؟
والجواب: أنه لم يسلم الوليد بن المغيرة، والدليل أنه نزلت ايات في الوليد بن المغيرة وكلها تذمه كما في قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت، وقصة الوليد بن المغيرة في سورة المدثر
الايات التي نزلت في الوليد بن المغيرة
بعد ذكر قصة الوليد بن المغيرة ووصف الوليد بن المغيرة القرآن الكريم بهذا الكلام العذب واعترافه بأنه ليس كلام سحر ولا جنون، على الرغم من ذلك وخوفاً على جاهه وملكه وسلطانه ادعى أن القرآن الكريم سحر، وأنه ليس كلام الله عز وجل فنزلت الآيات في حقه في سورة المدثر
قال تعالى: (إنه فكر وقدّر، فقتل كيف قدّر، ثم قتل كيف قدّر، ثم نظر، ثم عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، فقال إن هذا إلا سحر يؤثر، إن هذا إلا قول البشر، سأصليه سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر)
وبعد كل فضائل الله عليه لم يعترف بنعم الله وأن النبي صلى الله عليه وسلم حق من عند الله، فتوعده الله تعالى بسوء العذاب يوم القيامة، وأنزل الله في حقه آيات في سورة المدثر: {ذرني ومن خلقت وحيداً، وجعلت له مالاً ممدوداً، وبنين شهوداً، ومهدت له تمهيداً، ثم يطمع أن أزيد، كلا إنه كان لآياتنا عنيداً، سأرهقه صعوداً}
والصعود: هو جبل في جهنم، هذه هي قصة الوليد بن المغيرة التي تكبر عن سماع الحق
وصية الوليد بن المغيرة
بعد أن ذكرنا قصة الوليد بن المغيرة حول إسلامه سنذكر وصية الوليد بن المغيرة لأولاده وذلك حين حضرته الوفاة دعا بنيه الثلاثة وهم: هشام بن الوليد، والوليد بن الوليد، وخالد بن الوليد، وذكر لهم وصيته وقال: “أي بني، أوصيكم بثلاث فلا تضيعوا فيهن، دمي في خزاعه فلا تطلنه، والله إني لأعلم أنهم منه براء، ولكني أخشى أن تسبوا به بعد اليوم، ورباي في ثقيف فلا تدعوه حتى تأخذوه، وعقري (صداق المرأة) عند أبي أزيهر الدوسي فلا يفوتنكم فيه”
كيف مات الوليد بن المغيرة
بعد أن ذكرنا قصة الوليد بن المغيرة والايات التي نزلت عليه سنتعرف كيف مات الوليد بن المغيرة؟
والجواب: أن سبب وفاته كان جرحاً قد أصابه، بأسفل كعب رجله، وبقي معه سنين حتى قتله، وكان ذلك الجرح قد اصابه بسبب إصابة رجل من خزاعة بنبل له للوليد بن المغيرة، فتعلق سهم من نبله بإزاره، فخدش رجله فأصابه وكان ذلك سبب موته
وقد مات الوليد بن المغيرة بعد الهجرة بثلاثة أشهر وعمره خمسة وتسعون، ودفن في الحجون بمكة
للمزيد اقرأ: فقه السيرة النبوية