-اعلان

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

صحابي من أقرب الناس سمتاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحافظ للحبيب لجميع الأسرار والعهود، الذي كان يوقظ الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا نام، ويستره إذا اغتسل، إنه المؤمن التقي النقي، القارئ الملقن، الفقيه المفهم، الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

من هو عبد الله بن مسعود؟

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار

الامام الحبر، فقيه الأمة، أبو عبد الرحمن الهذلي، المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة

كان من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين، شهد بدراً، وهاجر الهجرتين

بماذا لقب عبدالله بن مسعود؟

لقب عبد الله بن مسعود أبا عبد الرحمن، وإن النبي صلى الله عليه وسلم لقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ابن أم عبد، وذلك عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ القرآن منه

قصة عبد الله بن مسعود مع عمر

في ليلة من الليالي لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركباً من الناس، فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من أين القوم؟

فيجيبه الرجل المبارك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من الفج العميق، فيسأل عمربن الخطاب رضي الله عنه: أين تريدون؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: البيت العتيق، فيعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأمر، فيقول: إن في الركب عالماً.

فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أي القرآن أعظم؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من وسط الركب: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم}

فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أي القرآن أحكم؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائلاً: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى}

فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أي القرآن أجمع؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائلاً: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}

فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فأي القرآن أخوف؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائلاً: {ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً}

فيسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أي القرآن أرجى؟ فيجيب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}

فينادي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: أفيكم عبد الله بن مسعود؟

فيجيب الركب قائلاً: اللهم نعم

الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

روى مسلم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لما نزل قول الله جل وعلا من سورة المائدة: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}

فلما نزلت وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم يقال: (يا عبد الله أنت منهم) حيث يشهد النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود بأنه من الذين اتقوا وآمنوا، واتقوا وآمنوا، واتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين.

عبد الله بن مسعود أقرب الناس سمتاً وهدياً برسول الله

روى البخاري والترمذي عن عبد الرحمن بن يزيد يقول: (سألت حذيفة رضي الله عنه عن رجل قريب السمت والهدي والدل برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه؟ فقال حذيفة رضي الله عنه: ” والله ما نعلم أحداً أقرب سمتاً وهدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد أي: عبد الله بن مسعود” حتى يواريه جدار بيته)

عبد الله بن مسعود وعلمه وفضله

علم عبد الله بن مسعود بالقرآن

  • روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال عليه الصلاة والسلام: (خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، فبدأ به صلى الله عليه وسلم، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة)
  • ويعلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بشرف هذه النعمة العظيمة حيث يروي البخاري ومسلم عنه حيث قال: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)

سماع النبي القرآن من عبد الله بن مسعود

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم)

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يستمع القرآن من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وقال: (اقرأ علي يا ابن مسعود)، فقال: (أأقرأ عليك وعليك أنزل يا رسول الله؟)

فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اقرأ عليّ فإني أحب أن أستمع إليه من غيري)، فيستهل ابن مسعود المبارك قراءته المباركة فيفتتح سورة النساء، ويقرأ ما شاء الله له أن يقرأ حتى بلغ قول الله عز وجل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “حسبك يا ابن مسعود”، يقول عبد الله: فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا عيناه تذرفان)

تأمين النبي صلى الله عليه وسلم على دعاء ابن مسعود

مر النبي صلى الله عليه وسلم يوماً على الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وكان معه أبو بكر وعمر رضي الله عنه، وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائماً يصلي لله عز وجل،

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم ليستمع إلى قراءته، فلما انتهى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد)،

ثم جلس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يدعو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (سل تعطه، سل تعطه)، فكان مما سأله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في جنان الخلد)

قال عمر رضي الله عنه: فقلت في نفسي: والله لأغدون إلى عبد الله ولأبشرنه بتأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعائه، يقول عمر: فذهبت إليه في الصباح، فوجدت أبا بكر رضي الله عنه قد سبقني بالبشرى، فقلت له: يا أبا بكر، والله إنك لسباق في الخير دائماً)

ثقل ساقي عبد الله بن مسعود في الميزان

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ضعيف البنية، قوي الإيمان، كان فقيراً، لكنه غني باليقين، إنه المؤمن القوي النقي الأبي

(روى الامام أحمد أنه صعد ابن مسعود رضي الله عنه يوماً شجرة الأراك يجتني سواكاًن فهبت ريح، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “مما تضحون؟ قالوا: نضحك من دقة ساقيه يا رسول الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد)

تعرف على فضل سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأخلاقه وجهره بالقرآن

عبد الله بن مسعود أول من جهر بالقرآن في مكة

يعرض عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يخدمه فيقول: يا رسول الله، ألا تقبلني خادماً لك؟ فيقبله النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يومها ينتقل هذا الغلام من رعاية الأغنام إلى خدمة سيد الأنام،

ها هو الغلام الفقير ينطلق على رؤوس أشراف مكة في وضح النهار حول البيت العتيق فيرفع صوته العذب بسورة الرحمن، ليكون أول مسلم على ظهر الأرض يجهر بالقرأن في مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول الزبير بن العوام رضي الله عنه: (اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في مكة، وما زالوا مضطهدين في هذا الوقت، فقالوا: قريش لم تسمع القرآن يشهر لها به قط، فهل من رجل يسمعهم القرآن؟

فقال ابن مسعود: أنا، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نريد واحداً له عشيرة تمنعه وتحميه إن أراد به أهل مكة شراً، فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: دعوني، فإن الله سيمنعني ويحميني،

وانطلق ابن مسعود رضي الله عنه في اليوم التالي وقت الضحى، حتى أتى مقام إبراهيم، ووقف ليقرأ القرآن بصوته العذب الرقيق،

وبدأ بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، رافعاً صوته والمشركون يجلسون حول الكعبة، وظل يقرأ سورة الرحمن، {الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان}،

فنظر سادة قريش إلى بعضهم البعض، وقالوا: ماذا يقول ابن أم عبد، تباً له إنه يتلو بعض ما جاء به محمد، إلى هذا الحد من الجرأة، يتلو على مسامعنا وبين أيدينا القرآن،

فقاموا إليه وضربوا وجهه ضرباً شديداً حتى سال الدم على وجهه، وانطلق بهذه الدماء إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا والله ما خشيناه عليك يا ابن مسعود،

أتدرون ماذا قال هذا الغلام الضعيف القوي؟! قال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني من اليوم، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً، فقالوا: كلا، فلقد أسمعتهم ما يكرهون، وبذلك كان الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اول من جهر بالقرآن في مكة

قصة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقراءته للنبي

موت عبد الله بن مسعود

ذهب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو على فراش الموت، فقال له: يا ابن مسعود! من أي شيء تشكو؟ قال: أشكو ذنوبي، ابن مسعود يقول: أشكو ذنوبي!

قال: أي شيء ترجو؟ قال: رحمة ربي، قال: أي شيء تخاف؟ قال: أخاف عذاب الله، قال: هل أدعو لك الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: هل آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه يا أمير المؤمنين!

وصية عبد الله بن مسعود عند موته

وصية خالدة من وصايا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث كان يذكر بها أصحابه ويذكرنا بها من بعدهم فيقول: (إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة،

فمن عمل خيراً يوشك أن يحصد خيراً، ومن عمل شراً يوشك أن يحصد شراً، فمن وقي فالله تعالى وقاه، ومن أعطاه الله فالله تعالى أعطاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة)

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وصلى الله على أستاذه ومعلمه، وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه.

اللهم اجزه عنا خير ما جازيت مصلحاً أو صالحاً، اللهم اجمعنا بهم مع نبيك صلى الله عليه وسلم.

للمزيد اقرأ: سلسلة مصابيح الدجى

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد