-اعلان

احاديث عن الصبر

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر فقال: “الصبر ضياء”، وينقسم أنواع الصبر إلى: صبر على البلاء، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، سنتعرف في مقالتنا هذه على ايات قرآنية عن الصبر، واحاديث عن الصبر، واقوال عن الصبر، وقصة عن الصبر إن شاء الله تعالى

ايات قرآنية عن الصبر

قال تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [البقرة]

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة]

قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة]

قال تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة]

قال تعالى: {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} [البقرة]

قال تعالى: {بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} [آل عمران]

قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران]

قال تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله مع الصابرين} [آل عمران]

قال تعالى: {لنبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} [آل عمران]

قال تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} [الأنفال]

قال تعالى: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} [هود]

قال تعالى: {واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} [هود]

قال تعالى: {قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منّ الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} [يوسف]

قال تعالى: {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية أولئك لهم عقبى الدار} [الرعد]

قال تعالى: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد]

قال تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل]

قال تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل]

قال تعالى: {واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} [النحل]

قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} [الكهف]

ايات عن الصبر

ايات عن الصبر وجزاء الصابرين

قال تعالى: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} [المؤمنون]

قال تعالى: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً} [الفرقان]

قال تعالى: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون} [القصص]

قال تعالى: {وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص]

قال تعالى: {يا بنيّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان]

قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة]

قال تعالى: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً} [الأحزاب]

قال تعالى: {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر]

قال تعالى: {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} [فصلت]

قال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} [الشورى]

بعد ان انتهينا من الحديث عن آيات عن الصبر سنتكلم عن احاديث عن الصبر في السنة المطهرة

احاديث عن الصبر في البخاري

 احاديث عن الصبر في صحيحي البخاري ومسلم

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده: “ما يكن من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر”)

عن أبي زيد أسامة بن زيد حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبّه وابن حبّه رضي الله عنهما، قال: أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم: إن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقرئ السلام ويقول: “إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب”

فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال رضي الله عنهم، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي، فأقعده في حجره ونفسه تقعقع، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: (هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده)، وفي رواية: (في قلوب من شاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)

معنى تقعقع: أي تتحرك وتضطرب

الصبر مفتاح الفرج

احاديث عن الصبر على المصائب

عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”

عن عطاء بن أبي رباح قال: (قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله تعالى لي قال: “إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك”، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه، يقول: “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”)

عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً قال: “أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم”، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: “أجل، ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها إلا كفّر الله بها سيئاته، وحطت عنه ذنوبه كما تحطّ الشجرة ورقها)

الوعك: الحمى

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت لضرّ أصابه، فإن كان لا بدّ فاعلاً فليقل: “اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إن كانت الوفاة خيراً لي”)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناساً من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة

فقال رجل: والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، فقلت: والله لأخبرنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف، ثم قال: “فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ ثم قال: “يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر”، فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثاً)

قوله كالصرف: هو الصبغ الأحم، انتهينا من احاديث عن الصبر على المصائب

احاديث نبوية عن الصبر

من أجمل احاديث عن الصبر

عن أنس رضي الله عنه قال: (كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي، فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أمّ الصبي: هو أسكن ما كان، فقرّبت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها،

فلما فرغ قالت: واروا الصبيّ، فلمّا أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: “أعرّستم الليلة”، قال: نعم، قال: “اللهم بارك لهما”، فولدت غلاماً فقال لي أبو طلحة، احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم،

وبعث معه بتمرات، فقال: أمعه شيء؟ قال: نعم، تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها، ثم أخذها من فيه فجعلها في فيّ الصبي، ثم حنّكه وسمّاه عبد الله)

وفي رواية للبخاري: قال ابن عيينة: فقال رجل من الأنصار: فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرؤوا القرآن، يعني من أولاد عبد الله المولود

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)

الصرعة: أصله عند العرب من يصرع الناس كثيراً

عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: (كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمرّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد، فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تعوذ بالله من الشيطان الرجيم”)

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)

الأثرة: الانفراد بالشيء عمن له فيه حق

عن أبي يحيى أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار قال: (يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلاناً وفلاناً فقال: “إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض”)

عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس قام فيهم فقال: “يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم”)

هذه احاديث عن الصبر في صحيح البخاري ومسلم، وسنستعرض احاديث عن الصبر في صحيح البخاري

احاديث عن الصبر في مسلم

احاديث عن الصبر في صحيح البخاري

عن أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرب أبتاه، فقال: “ليس على أبيك كرب بعد اليوم”، فلما مات قالت: يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟

عن عائشة رضي الله عنها (أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها أنه كان عذاباً يبعثه الله تعالى على من يشاء، فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين، فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد)، هذه احاديث عن الصبر في صحيح البخاري

احاديث عن الصبر على البلاء

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل قال: “إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة) يريد عينيه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يصب منه)

عن أبي عبد الله خباب بن الأرتّ رضي الله عنه قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: “قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أوصني)، قال: “لا تغضب”، فردد مراراً قال: “لا تغضب”

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه، وكان القرّاء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً،

فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، فاستأذن فأذن له عمر، فما دخل قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى همّ أن يوقع به،

فقال له الحرّ: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، وإنّ هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى)

بعد أن انتهينا من احاديث عن الصبر في صحيح البخاري ومسم واحاديث عن الصبر في صحيح البخاري سنتكلم عن احاديث عن الصبر في صحيح مسلم

احاديث عن الصبر في البخاري ومسلم

احاديث عن الصبر في صحيح مسلم

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الطهور شطر الايمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمتعقها أو موبقها) وهناك احاديث عن الصبر جميلة أيضاً

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)

روى الامام مسلم (مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء فقرّبت إليه عشاء فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوها؟ قال: لا،

فقالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، ثم قال: تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بارك الله لكما في ليلتكما” قال: فحملت، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه،

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقاً فدنوا من المدينة، فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا رب أنه يعجبني أن أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى،

تقول أمّ سليم: يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد، انطلق، فانطلقنا، وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاماً، فقالت لي أمي: يا أنس لا يرضعه أحد تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر تمام الحديث)، بعد أن انتهينا من احاديث عن الصبر سنتكلم عن اقوال عن الصبر

اقوال عن الصبر

اقوال عن الصبر

“وجدنا خير عيشنا بالصبر”

“الايمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر”

  • يقول الامام الشافعي رحمه الله:

دع الأيام تفعل ما تشاء                     وطب نفساً إذا حكم القضاء

ولا تجزع لنازلة الليالي                     فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلاً على الأهوال جلداً              وشيمتك السماحة والوفاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا              وسرك أن يكون لها غطاء

تستّر بالسخاء فكل عيب                   يغطيه كما قيل السخاء

ولا تر للأعادي قط ذلاً                     فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترج السماحة من بخيل                فما في النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأني                وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حزن يدوم ولا سرور                 ولا بؤس عليك ولا رخاء

ومن نزلت بساحته المنايا                  فلا أرض تقيه ولا سماء

وأرض الله واسعة ولكن                   إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع الأيام تغدر كل حين                    فما يغني عن الموت الدواء

  • يقول الامام الشعبي رحمه الله:

“إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني”

  • يقول الحسن البصري:

” الصبر كنز من كنوز الجنة، وإنما يدرك الانسان الخير كله بصبر ساعة”

قصة عن الصبر

قصة عن الصبر

عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني كبرت فابعث إليّ غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر

فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟

فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره

فقال له الراهب: أي بنيّ أنت اليوم أفضل مني، فقد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء

فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله لك فشفاك، فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى

فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟، قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بنيّ قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله تعالى، فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب

فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه بذلك حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه

فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى

فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفئت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك: فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى

فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني

فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه قوقع السهم في صدغه، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس،

فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدّت وأضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق)

بعد أن انتهينا من آيات الصبر واحاديث عن الصبر، للمزيد عن احاديث عن الصبر اقرأ: رياض الصالحين

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد