ما هو الايمان؟
ما هو الايمان يا ترى؟ أحبتي في الله، الايمان له حقيقة ونور وطعم وحلاوة، فمن يسأل أو يتساءل ما هو الايمان؟ فأقول: الايمان ليس كلمة تقال باللسان فحسب، ولكن الايمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، فالايمان له حقيقة، والايمان له طعم، والايمان له نور، وبهذا الايمان تحول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من رعاة للإبل والغنم إلى سادة وقادة للدول والأمم، قبل أن نعرف أكثر ما هو الايمان؟ وحقيقته وطعمه ونوره، لا بد أن نتعرف على تعريف الايمان
تعريف الايمان:
الايمان لغة: هو التصديق، كما قال إخوة يوسف لأبيهم: {وما أنت بمؤمن لنا} أي: وما أنت بمصدق لنا
أما إذا أطلق الايمان في الشريعة فله أيضاً حالتان:
- الحالة الأولى: إذا ذكر لفظ الايمان مفرداً، دون أن يقترن بلفظ الإسلام، فالايمان في هذه الحالة شأنه كشأن الإسلام، ويراد به الدين كله، أصوله وفروعه من الاعتقادات والأقوال والأفعال
والدليل على ذلك من القرآن قول الله جل وعلا: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}
وكذلك حديث وفد عبد القيس الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، لما وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم الرسول بالايمان، وقال لهم (أتدرون ما الايمان؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال عليه الصلاة والسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمساً من المغنم)
- الحالة الثانية لمرتبة الايمان:
إذا ذكر لفظ الايمان مقترناً بلفظ الإسلام، فإن الايمان في هذه الحالة يراد به الاعتقادات الباطنة، ويوضح ذلك الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان والحاكم وقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في دعاء الجنازة وقال: (اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الايمان)
بعد أن ذكرنا تعريف الايمان لا بد أن نتعرف ما هو الايمان وحقيقته
ما هو الايمان؟
كما قلنا في مقدمتنا أن الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، وأن الايمان له حقيقة، والايمان له طعم، والايمان له حلاوة، والايمان له نور
- حقيقة الايمان: قال الله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم}
فالايمان له قول، وتصديق، وعمل، يزيد الايمان بالطاعة، وينقص الايمان بالمعصية
فحال الايمان في قلبك في المسجد يختلف تماماً عن حال الايمان في قلبك وأنت أمام مسلسل من المسلسلات، أو أمام فيلم من الأفلام، أو أمام مباراة من المباريات، شتان شتان بين حال الايمان في قلبك في المسجد، وبين حال الايمان في قلبك وأنت بعيد عن طاعة الرحمن جل وعلا، فالايمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعاصي والزلات
قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الطبراني والحاكم في المستدرك بسند حسن، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (إن الايمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب- أي كما يبلى الثوب- فاسألوا الله أن يجدد الايمان في قلوبكم) فالايمان يحتاج إلى تجديد
- أما طعم الايمان: فروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ذاق طعم الايمان من رضي بالله رباً، وبالاسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)
- أما حلاوة الايمان: روى البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار)
- أما نور الايمان: وذلك من حديث علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من القلوب قلب إلا وله سحابة، كسحابة القمر، فبينا القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم، فإذا تجلت عنه أضاء)
كذلك الايمان له نور في القلب، فإذا تحركت سحابة كثيفة مظلمة من سحب المعاصي والذنوب حجبت تلك السحابة نور الايمان في القلوب، كما تحجب سحابة السماء الكثيفة المظلمة نور القمر عن الأرض، فإذا انقشعت السحابة أضاء القمر في الأرض مرة أخرى، كذا إذا انقشعت سحب المعصية أضاء الايمان في القلب مرة أخرى، كما يضيء القمر في أفق السماء، فالايمان له حقيقة، وله طعم، وله نور، وله حلاوة، بعد أن تعرفنا ما هو الايمان، لا بد أن نتعرف على أركان الايمان
أركان الايمان
- الايمان بالله تعالى
- الايمان بالملائكة
- الايمان بالكتب السماوية
- الايمان بالرسل
- الايمان باليوم الآخر
- الايمان بالقضاء والقدر
هكذا تعرفنا ما هو الايمان، وأركان الايمان، أسأل الله أن يرزقنا حلاوة الايمان ونوره إنه ولي ذلك والقادر عليه
للمزيد اقرأ: أصول الايمان في ضوء الكتاب والسنة