صم بكم عمي ما معناها؟
الآيات التي ورد فيها صم بكم عمي ومرادفاتها
{صم بكم عمي فهم لا يرجعون} البقرة/ 18
{صم بكم عمي فهم لا يعقلون} البقرة / 171
{والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات} الأنعام /39
{ثم تاب الله عليهم ليتوبوا ثم عموا وصموا كثير منهم} المائدة / 71
{وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا} المائدة /71
{إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} الأنفال / 22
{أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون} يونس /42
{مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} هود /24
{ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً} الاسراء /97
{ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} الأنبياء / 45
{والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً} الفرقان / 73
{إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} النمل /80
{فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين} الروم / 52
{أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين} الزخرف / 40
{أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} محمد / 23
معنى صم بكم عمي
يا ترى ما معنى صم بكم عمي؟ المراد أنهم عندما أعرضوا عن الهدى والحق كانوا كالصم الذي لا يسمع والبكم الذي لا ينطق، وكانوا كالأعمى الذي لا يبصر، وإلا فهم بالحقيقة يبصرون ويتكلمون ويسمعون
قال الله عرز وجل: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}
فهو يمتلك البصر لكنه لا يرى، أي لا يرى الحق والنور الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله
وهو يملك السمع لكن لا يسمع به الحق، لا يسمع به إلا الضلال وإخوانه الشياطين من رؤوس الكفر والنفاق الذين يخلون به
وكذلك عنده لسان يتكلم به لكنه لا يتكلم به إلا الكفر والباطل والضلال والنفاق
فالمنافق قد يكون بارعاً في التأصيل والتنظير، إن كان مع أهل الايمان يتكلم بلسانهم واستدل بالقرآن وسنة الحبيب، وربما قال بقول أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وأبو حنيفة والشافعي
فالمنافق صم بكم عمي فهو كالأصم لأنه أغلق وسد كل منافذ الهدى، إلا أن الهدى لا يصل إليه
صم بكم عمي فهم لا يرجعون
- قال السدي: صم بكم عمي أي أنهم خرس عمي
- قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: صم بكم عمي أي: لا يسمعون الهدى ولا يبصرونه ولا يعقلونه
أي أن صممهم معنوي وليس بحسي، فهذه أسماعهم سليمة، وأبصارهم سليمة، وألسنتهم سليمة، ولكنهم صم عن سماع الحق، وبكم لا يتكلمون بالحق، وعمي لا يرون الحق
{فهم لا يرجعون}: قال ابن عباس: أي لا يرجعون إلى هدى
- وقال السدي: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}: أي لا يرجعون إلى الإسلام
- وقال قتادة: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون}: أي لا يتوبون ولا هم يذكرون
صم بكم عمي فهم لا يعقلون
أي صم عن الوعظ فلا يسمعونه، بكم عن الحق فلا يذكرونه، عمي عن الرشد فلا يبصرونه فهم لا يعقلونه، لأنهم إذا لم يعملوا بما يسمعونه ويقولونه ويبصرونه كانوا بمثابة من فقد السمع والنطق والبصر، والعرب تقول لمن سمع مالا يعمل به: أصم
صم بكم عمي فهم لا يبصرون
ليس المقصود من صم بكم عمي نفي جميع الحواس وإنما صم عن سماع الحق، فهم لا يبصرون، أي لا يرون الحقيقة والحق من عند الله، ولا يتقبلونه، وكذلك بكم فلا ينطقون بالحق رغم معرفتهم به
البلاغة في صم بكم عمي
صم بكم عمي فيها تشبيه بليغ: حيث حذف منه وجه الشبه وأداة الشبه، أي هم كالصم في عدم سماع الحق، وكالعمي والبكم في عدم الانتفاع بالقرآن
الأحكام التجويدية في صم بكم عمي
الأحكام التجويدية في الآيات هي:
- صم: الميم هي ميم مغناة مشددة، تجب الغنة فيها حركتان
- صم بكم: إقلاب، حيث جاء تنوين الكسر وبعده حرف الباء
- بكم عمي: إظهار حيث جاء تنوين الضم وبعده حرف العين
فأصبح صم بكم عمي فيها: ميم مشددة مغناة، وإقلاب وإظهار
للمزيد عن تفسير قوله تعالى: {صم بكم عمي} اقرأ: تفسير ابن كثير