احكام الوضوء
لا بدّ لكل مسلم أن يتعلّم أحكام دينه التي فرضها الله عليه، وخاصة الصلاة التي هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، لكن مفتاح هذه الصلاة الطهور، فلا تصح الصلاة بدون وضوء وطهارة، فلا بدّ أن نتعلم احكام الوضوء حتى تصح منا الصلاة على أكمل وجه كما شرعها الله عز وجل
تعريف الوضوء:
الوضوء لغة: هو اسم للفعل أي استعمال الماء في أعضاء مخصوصة، وهو مأخوذ من الوضاءة والحسن والنظافة
الوضوء شرعاً: هو استعمال ماء طهور في الأعضاء الأربعة وهي غسل الوجه واليدين والرجلين، ومسح الرأس، على صفة مخصوصة في الشرع
وبعد أن تعرفنا على تعريف الوضوء تعالوا نكمل في احكام الوضوء، ونتعرف على حكم الوضوء
حكم الوضوء:
حكم الوضوء هو شرط لصحة الصلاة، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)
وقد أجمعت الأمة على وجوب الوضوء
والحكمة من غسل هذه الأعضاء هو كثرة تعرضها للأقذار والغبار وغيرها
ما هو فضل الوضوء؟
- هو شطر الايمان: هل تعلم أن من فضل الوضوء أنه شطر الايمان، أي نصف الايمان لحديث مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الايمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
- تكفير السيئات والخطايا: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب)
- مغفرة الذنوب: لقوله عليه الصلاة والسلام: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه إلا غفر له ما تقدم من ذنبه)
- يجعل المسلم من الغر المحجلين يوم القيامة: لخبر الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّأً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)
الغرة: بغسل زائد على الواجب من الوجه من جميع جوانبه
التحجيل: بغسل زائد على الواجب من اليدين والرجلين من جميع الجوانب
- رفع درجات المسلم: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟، قالوا بلى يا رسول الله، قال: “إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط”)
- ينال محبة الله تعالى: قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}
- هو من علامات إيمان العبد: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)، اقرأ أيضاً: ثمرات التقوى
أنواع الوضوء
ينقسم الوضوء عند الحنفية إلى خمسة أنواع:
- فرض: على المحدث إذا أراد القيام للصلاة فرضاً أو نفلاً، كاملة أو غير كاملة كصلاة الجنازة، وسجدة التلاوة، وتكون فرضاً لأجل لمس القرآن، ولو آية مكتوبة على ورق أو حائط، لقوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}
- واجب: للطواف حول الكعبة، وهو عند الجمهور فرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الطواف بالبيت صلاة، إلا أن الله قد أحل فيه النطق، فمن نطق فيه، فلا ينطق إلا بخير)
- مندوب: التوضؤ لكل صلاة، ومس الكتب الشرعية من تفسير وحديث وفقه وغيرها، عند النوم، قبل الغسل من الجنابة، بعد ثورة الغضب، للأذان والإقامة، وإلقاء خطبة،
وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، والوقوف بعرفة، والسعي بين الصفا والمروة، لأنها في أماكن عبادة، وبعد ارتكاب خطيئة، من غيبة وكذب ونميمة، لأن الحسنات تمحو السيئات، بعد قهقهة خارج الصلاة لأنها حدث صورة، وبعد غسل ميت وحمله، ولمس امرأة أو لمس فرجه ببطن كفه، أو بعد أكل لحم الجزور
- مكروه: هو إعادة الوضوء، لأن الوضوء على الوضوء مكروه
فروض الوضوء
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم فروض الوضوء ويتقنها، لأن الفرض إذا ترك واحداً منه بطلت العبادة وعليه إعادتها
نص القرآن الكريم على فروض الوضوء بأنها أربعة، وهي: غسل الوجه، واليدين، والرجلين، ومسح الرأس
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}
وأضاف جمهور الفقهاء غير الحنفية فرائض أخرى من فروض الوضوء كالنية وأضاف المالكية والحنابلة الموالاة، والشافعية والحنابلة: الترتيب، والمالكية: الدلك
فروض الوضوء المتفق عليها:
عدد فروض الوضوء المتفق عليها هي أربعة منصوص عليها في القرآن الكريم وهي:
أولاً: غسل الوجه: من فروض الوضوء لقوله تعالى: {فاغسلوا وجوهكم} أي غسل ظاهر وجميع الوجه مرة، وللإجماع، ولا تكفي الإسالة بدون التقاطر، والفرض هو الغسل مرة، أما تكرار الغسل ثلاث مرات فهو سنة وليس بفرض
حد الوجه طولاً: ما بين منابت شعر الرأس إلى أسفل الذقن
حد الوجه عرضاً: ما بين شحمتي الأذنين
وقال الحنابلة: إن الفم والأنف من الوجه، ولذلك المضمضة والاستنشاق واجبان في الوضوء عندهم
ثانياً: غسل اليدين إلى المرفقين مرة واحدة: من فروض الوضوء لقوله تعالى: {وأيديكم إلى المرافق}، وللإجماع، والمرفق: ملتقى عظم العضد والذراع
ويجب عند جمهور الفقهاء إدخال المرفقين في الغسل، لأن حرف “إلى” لانتهاء الغاية، وهي هنا بمعنى “مع”، كما في قوله تعالى: {ويزدكم قوة إلى قوتكم}، ولحديث جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أمرّ الماء على مرفقيه)
ثالثاً: مسح الرأس: من فروض الوضوء، لقوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم}، ولحديث أخرجه مسلم: (أنه صلى الله عليه وسلم مسح بناصيته وعلى العمامة)
والمسح: هو إمرار اليد المبتلة على العضو
واختلف الفقهاء في قدر مسح الرأس:
- قال الحنفية: الواجب مسح ربع الرأس مرة واحدة، بمقدار الناصية، لأن الباء للإلصاق، فيكون معنى الآية: وامسحوا أيديكم ملصقة برؤوسكم
- قال المالكية والحنابلة: يجب مسح جميع الرأس، وليس على الماسح نقض ضفائر شعره
- قال الشافعية: الواجب مسح بعض الرأس، ولو شعرة واحدة في حدّ الرأس، لأن الباء عندهم للتبعيض، فيكفي القليل كالكثير
رابعاً: غسل الرجلين إلى الكعبين: من فروض الوضوء لقوله تعالى: {وأرجلكم إلى الكعبين}، وللإجماع
والكعبان: هما العظمان الناتئان من الجانبين عند مفصل القدم، والواجب عند جمهور الفقهاء غسل الكعبين مع الرجلين مرة واحدة
كما يلزم عند الجمهور ايضاً غسل القدمين مع الكعبين، ولا يجزئ مسحهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ويل للأعقاب من النار)، فقد توعد على المسح، ولمداومته صلى الله عليه وسلم على غسل الرجلين، وعدم ثبوت المسح عنه، ولأمره بالغسل
فروض الوضوء المختلف فيها
عدد فروض الوضوء المختلف فيها أربعة وهي: النية، والترتيب، والموالاة، والدلك
أولاً: النية: من فروض الوضوء عند جمهور الفقهاء عدا الحنفية
ثانياً: الترتيب: وهي تطهير أعضاء الوضوء واحداً بعد الآخر، أي غسل الوجه أولاً، ثم اليدين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين. اقرأ أيضاً: احكام الصلاة
- عند الحنفية والمالكية: الترتيب في الوضوء سنة مؤكدة ولا تعتبر من فروض الوضوء
- وعند الشافعية والحنابلة: الترتيب فرض من فروض الوضوء
ثالثاً: الموالاة: هي متابعة أفعال الوضوء بحيث لا يقع بينها ما يعد فاصلاً في العرف، أو هي المتابعة بغسل الأعضاء قبل جفاف السابق
- قال الحنفية والشافعية: الموالاة سنة، فإن فرّق بين أعضائه تفريقاً يسيراً لم يضر، فلا تعتبر من فروض الوضوء
- قال المالكية والحنابلة: الموالاة في الوضوء فرض من فروض الوضوء
رابعاً: الدلك: وهو إمرار اليد على العضو بعد صب الماء قبل جفافه
قال الجمهور غير المالكية: الدلك سنة لا فرض من فروض الوضوء
شروط الوضوء
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم شروط الوضوء وهي نوعان: شروط وجوب، وشروط صحة
شروط وجوب الوضوء
- العقل: فلا يصح من المجنون
- البلوغ: فلا يصح الوضوء إلا من مميز
- الإسلام: وهو شرط وجوب عند الحنفية
- القدرة على استعمال الماء الطهور الكافي: فلا يجب على عاجز عن استعمال الماء الطهور، ولا على فاقد الماء والتراب أيضاً
- وجود الحدث: فلا يلزم المتوضئ إعادة الوضوء أي الوضوء على الوضوء
- عدم الحيض والنفاس بانقطاعهما شرعاً، فلا يجب على الحائض والنفساء
شروط صحة الوضوء
- تعميم البشرة بالماء الطهور، وبناء عليه يجب تحريك الخاتم الضيق عند الجمهور غير المالكية
- إزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضو: كشمع ودهن، وطلاء الأظافر للنساء وغيرها
- انقطاع الناقض من خارج وغيره: كانقطاع دم الحيض والنفاس
- دخول الوقت للتيمم عند الجمهور غير الحنفية
ما هي سنن الوضوء؟
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم سنن الوضوء وهي
- النية: من سنن الوضوء عند الحنفية، وهي فرض عند الجمهور
- غسل اليدين إلى الرسغين ثلاثاً قبل إدخالهما الإناء: سواء قام من النوم أم لم يقم، هي سنة من سنن الوضوء لأنهما آلة التطهير، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده، قبل أن يدخلهما في الإناء، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)
- التسمية في ابتداء الوضوء: هي سنة من سنن الوضوء عملاً بحديث: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم: أقطع)
- المضمضة والاستنشاق: هي سنة من سنن الوضوء
المضمضة هي: استيعاب جميع الفم بالماء، ثم طرحه
والاستنشاق: ادخال الماء في الأنف وجذبه بنفسه إلى داخل أنفه
الاستنثار: هو دفع الماء بنفسه مع وضع أصبعيه على أنفه، كما يفعل في امتخاطه
- السواك: سنة باتفاق الفقهاء ما عدا المالكية
- تخليل اللحية الكثة والأصابع: فمن سنن الوضوء تخليل اللحية الكثة، وتخليل أصابع اليدين والرجلين باتفاق الفقهاء، (لما روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته)
- تثليث الغسل: اتفق الفقهاء على أن تثليث الغسل من سنن الوضوء، أما المسح فلا يسن تكراره عند الجمهور
- استيعاب كل الرأس بالمسح: من سنن الوضوء الاستيعاب بالمسح عند الحنفية والشافعية اتباعاً للسنة مرة واحدة عند الحنفية، وثلاثاً عند الشافعية، أما المالكية والحنابلة: فهو واجب
- مسح الأذنين ظاهراً وباطناً بماء جديد من سنن الوضوء عند الجمهور، وواجب عند الحنابلة
- البداءة بالميامن: في غسل اليدين والرجلين، يعتبر سنة من سنن الوضوء
- الترتيب: سنة من سنن الوضوء عند الحنفية والمالكية
- الموالاة: سنة من سنن الوضوء عند الحنفية والشافعية
- الدلك: سنة من سنن الوضوء عند الجمهور عدا المالكية
آداب الوضوء
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم آداب الوضوء وهي:
- استقبال القبلة، تعتبر من آداب الوضوء، لأنها أشرف الجهات ولأنها حالة أرجى لقبول الدعاء
- عدم التكلم بكلام الناس، بلا ضرورة، هو من آداب الوضوء
- عدم الاستعانة بغيره إلا لعذر كالصب ونحوه، هو من آداب الوضوء لأنه نوع من الترفه والتكبر، وذلك لا يليق بالمتعبد
- تحريك الخاتم الواسع مبالغة في الغسل، يعتبر من آداب الوضوء
- التيامن في المضمضة والاستنشاق، والاستنثار باليسرى، من آداب الوضوء
- التوضؤ قبل دخول الوقت مبادرة للطاعة، من آداب الوضوء
- إدخال الخنصر المبلولة في صماخ الأذنين، مبالغة في التنظيف، من آداب الوضوء
- إطالة الغرة والتحجيل، يعتبر من آداب الوضوء
إطالة الغرة: بغسل زائد على الواجب من الوجه من جميع جوانبه
التحجيل: بغسل زائد على الواجب من اليدين والرجلين من جميع الجوانب
لخبر الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّأً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)
وقال المالكية: هو مكروه لأنه من الغلو في الدين
9. ترك التنشيف بالمنديل عند الحنفية والحنابلة، وفي الأصح عند الشافعية: إبقاء لأثر العبادة
وقال المالكية: المسح بالمنديل جائز
10. عدم الاسراف في الماء من آداب الوضوء
11. جعل الإناء الذي يتوضأ منه عن يمينه، من آداب الوضوء
12. الاتيان بالشهادتين والدعاء بعد الوضوء، يعتبر من آداب الوضوء، وهو أن يقول: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”
أما الدعاء عند غسل الأعضاء فلا أصل له في كتب الحديث
صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري ومسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: قال حمران مولى عثمان: (إن عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار، فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض، واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرات إلى الكعبين، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه)
مكروهات الوضوء
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم مكروهات الوضوء وهي:
مكروهات الوضوء عند الحنفية نوعان: مكروه تحريماً: وهو ما كان إلى الحرام أقرب، وتركه واجب
ومكروه تنزيهاً: وهو ما كان تركه أولى من فعله، أي خلاف الأولى
أما الجمهور: فيراد بالمكروه عندهم الكراهة التنزيهية
- الاسراف في صب الماء يعتبر من مكروهات الوضوء
- لطم الوجه أو غيره بالماء من مكروهات الوضوء
- التكلم بكلام الناس من مكروهات الوضوء
- الاستعانة بالغير بلا عذر من مكروهات الوضوء
- التوضؤ في موضع نجس من مكروهات الوضوء
- مسح الرقبة بالماء من مكروهات الوضوء عدا الحنفية، وقال النووي: مسح الرقبة بدعة
- مبالغة الصائم في المضمضة والاستنشاق مخافة أن يفسد صومه، من مكروهات الوضوء
- ترك سنة من سنن الوضوء، يعتبر من مكروهات الوضوء
- الماء المشمس: هو مكروه من مكروهات الوضوء عند الشافعية، حيث يكره تنزيهاً التطهير بماء شديد السخونة، وشديد البرودة، والمشمس في جهة حارة في إناء منطبع، أي ممتد تحت المطرقة من حديد ونحاس في بدن دون ثوب لناحية طبية
ما هي نواقض الوضوء؟
لا بد لكل من يتعلم احكام الوضوء أن يعلم نواقض الوضوء وهي:
- كل خارج من أحد السبيلين: معتاد كبول أو غائط أو ريح أو مذي أو ودي أو مني أو غير معتاد: كدودة وحصاة ودم قليلاً كان الخارج أو كثيراً، يعتبر من نواقض الوضوء لقوله تعالى: {أو جاء أحد منكم من الغائط}
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ، فقال رجل من أهل حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط)
- كل خارج من غير السبيلين: كالدم والقيح والصديد هو من نواقض الوضوء
وهو ناقض عند الحنفية بشرط سيلانه، وهو أن يتجاوز موضع خروجه، وبشرط أن يكون كثيراً عند الحنابلة
وعند المالكية والشافعية: لا ينتقض الوضوء بالدم ونحوه
- القيء:
عند الحنفية والحنابلة: يعتبر من نواقض الوضوء إذا كان بملء الفم عند الحنفية، ولا يعتبر من نواقض الوضوء إذا كان كثيراً فاحشاً عند الحنابلة
المالكية والشافعية: القيء ليس من نواقض الوضوء عندهم
- غيبة العقل أو زواله، كالاغماء، أو بالنوم
عند الحنفية والشافعية: من نواقض الوضوء النوم الذي لم تتمكن فيه المقعدة من الأرض، أو النوم مضطجعاً أو متكئاً على شيء، ولا يعتبر من نواقض الوضوء عند الحنفية النوم حالة القيام والركوع والسجود في الصلاة وغيرها
قال المالكية والحنابلة: النوم اليسير لا يعتبر من نواقض الوضوء
- لمس المرأة
عند الحنفية: لمس المرأة يعتبر من نواقض الوضوء لكن المقصود باللمس الناقض هي المباشرة الفاحشة
عند المالكية والحنابلة: التقاء بشرتي الرجل والمرأة من نواقض الوضوء في حال اللذة أو الشهوة
قال الشافعية: مجرد التقاء بشرتي الرجل والمرأة يعتبر من نواقض الوضوء، اللامس والملموس، ولو بدون شهوة
- مس الفرج
مس الفرج من نواقض الوضوء عند الجمهور، غير الحنفية، واستدلوا بحديث ام حبيبة: (من مس ذكره فليتوضأ)
قال الحنفية: مس الفرج لا يعتبر من نواقض الوضوء، واستدلوا بحديث طلق بن علي: (الرجل يمس ذكره، أعليه وضوء؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إنما هو بضعة منك، أو مضغة منك)
- القهقهة في الصلاة:
تعتبر من نواقض الوضوء عند الحنفية دون غيرهم إذا كان المصلي بالغاً، عمداً أو سهواً، زجراً وعقوبة للمصلي
والقهقهة: ما يكون مسموعاً لجيرانه، أما الضحك: فهو ما يسمعه هو دون جيرانه، والتبسم: هو ما لا صوت فيه، ولو بدت به الأسنان، فلا يبطل شيئاً
فالضحك: يبطل الصلاة، والقهقهة: تبطل الصلاة والوضوء
- أكل لحم الإبل: من نواقض الوضوء عند الحنابلة دون غيرهم، نيئاً ومطبوخاًن عالماً كان أو جاهلاً
- غسل الميت: من نواقض الوضوء عند أكثر الحنابلة بغسل الميت أو بغضه، سواء أكان المغسول صغيراً أم كبيراً، ذكراً أم أنثى، مسلماً أم كافراً
أما عند الجمهور: فلا يعتبر من نواقض الوضوء
ما يحرم بالحدث الأصغر (غير المتوضئ)
يحرم بالحدث الأصغر ثلاثة أمور: الصلاة، والطواف، ومس المصحف
- الصلاة: يحرم على المحدث غير المتوضئ الصلاة فرضاً أو نفلاً، كسجود التلاوة، وسجود الشكر، وصلاة الجنازة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)
- الطواف بالبيت الحرام فرضاً أو نفلاً، لأنه صلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحلّ فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير)
- مس المصحف كله أو بعضه ولو آية: لقوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يمس القرآن إلا طاهر)
كما اتفق الفقهاء على أن غير المتوضئ يجوز له تلاوة القرآن أو النظر إليه دون لمسه، كما أجازوا للصبي لمس القرآن للتعلم، لأنه غير مكلف، والأفضل التوضؤ
وقد حرم المالكية والشافعية مس القرآن بالحدث الأصغر ولو بحائل أو عود، وأجاز الحنفية والحنابلة مسه بحائل وعود طاهرين
للمزيد اقرأ: الفقه الاسلامي وأدلته