الاخلاص في العمل
تعريف الاخلاص:
تعريف الاخلاص لغة: مصدر أخلص يُخلص، وهو مأخوذ من مادة خلص، وهو تنقية الشيء وتهذيبه، والمخلَص: هو من أخلصه الله واصطفاه واجتباه وطهره من الدنس والعيب، قال ابن منظور في لسان العرب: خلص يخلص خلوصاً وخلاصاً: أي نجا وسلم، والمخلِص: هو من حقق الاخلاص، وخاصة الاخلاص في العمل
قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}، أي الذين خلصهم واصطفاهم ونجاهم من العيب، والشيطان الرجيم يعترف أنه لا يستطيع إغواء عباد الله المخلصين، قال تعالى: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}
تعريف الاخلاص اصطلاحاً: هو تصفية وتنقية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، والشرك نوعان:
- الشرك الأكبر: وهو الشرك بالله تعالى
- الشرك الأصغر: هو الرياء
والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس قابل للغفران
وهو اتخاذ الند للرحمن أياً كان من حجر وإنسان
يدعوه أو يرجوه ثم يخافه و يحبه كمحبة الديان
أما الشرك الأصغر: هو الرياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قالوا: الرياء)
اهمية الاخلاص
الاخلاص في العمل شرط لقبول لقبولها عند الله عز وجل، فالله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام مسلم: (يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه أحداص غيري تركته وشركه)
ولذلك كان من اهمية الاخلاص أن يكون هو السر بين العبد وربه، ولذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من خلصت نيته كفاه الله ما بينه وبين الناس”
صور الاخلاص
ان الاخلاص في العمل له صور كثيرة منها:
- الاخلاص في العبادة والاستعانة
- الاخلاص في الجهاد في سبيل الله تعالى
- الاخلاص في الانقياد لله تعالى
- الاخلاص في الانفاق في سبيل الله تعالى
- الاخلاص في التوكل على الله تعالى
- الاخلاص في الدعاء
- الاخلاص في الخوف من الله تعالى
- الاخلاص في الصدق مع الله تعالى
- الاخلاص في الهجرة في سبيل الله تعالى
- الاخلاص في الاصلاح بين الناس والدعوة إلى الله تعالى
- الاخلاص في الولاء لله تعالى
- الاخلاص في الحب لله تعالى
- الاخلاص في النذر لله تعالى
- الاخلاص في التوبة إلى الله تعالى
- الاخلاص في السنة
منزلة الاخلاص:
رب عمل صغير عظمته النية، ورب عمل عظيم حقرته النية، فالنية لها كلام عند أهل العلم: بالنية تميز بها العبادات عن المعاملات، ولها معنى آخر وهو الاخلاص والسريرة والطوية
- قال إمام الوعاظ ابن الجوزي: “من أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بطيبه، فالله الله في السرائر فإنه لا ينفع مع فسادها صلاح ظاهر”
- يقول ابن الجوزي: ” ما جلست مجلساً إلا وجلس فيه معي ما يقرب من عشرة آلاف، منهم من بكت عينه، ومنهم من رقّ قلبه، فلما رأيت ذلك صحت بلسان وجدي، وقلت: إلهي وسيدي ومولاي، إن قضيت عليّ بالعذاب غداً، فلا تخبرهم صيانة لوجهك، لا لأجلي حتى لا يقولوا: عذّب من كان يدل الناس عليه”
آيات وأحاديث في الاخلاص في العمل:
- الاخلاص: قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}
- وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}
- والله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتحقيق الاخلاص: قال تعالى: {قل الله أعبد مخلصاً له الدين}
- وها هو نبينا سيد المخلصين يبين لنا قيمة الاخلاص فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
قد يكون العمل عظيماً لكنه من أجل الشهرة والسمعة وثناء الناس عليه، فلا يكون له أجر ومثوبة عند الله لأنه لم يبتغ به وجه الله
انواع الاخلاص
- الاخلاص في النية والقصد: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)
- الاخلاص في الأقوال: بأن يكون الكلام لله، والنصيحة لله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لله
- الاخلاص في الأفعال: قال الله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً}
علامات الاخلاص في العمل
- إخفاء العمل: فإذا منّ الله عليك بعبادة أو طاعة فلا تظهرها، كصلاة الليل، طول السجود وحدك، البكاء من خشية الله، صدقة السر، فإن إخفاء العمل أكبر دليل على الاخلاص في العمل
“من شاهد في نفسه الاخلاص فإن إخلاصه يحتاج إلى إخلاص”، لكن الاخلاص هو ليس عسيراً، ولو لم يكن ممكناً لما أمر الله بتحقيق الاخلاص في العمل
لكن المراد في المقولة: بأن من أعجب في عمله ورأى نفسه من المخلصين فأصابه العجب فهذا الذي يحتاج إلى زيادة في الاخلاص في العمل
قال تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}، وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يحب العبد التقي النقي الخفي)
- اتهام النفس: من علامات الاخلاص اتهام النفس ومحاسبتها ثم مجاهدتها، فالمخلص لا يرى نفسه أبداً، بل المخلص يتهم نفسه ويقف عند حده،
- التجرد: التجرد لله عز وجل في قولك وعملك وحالك من علامات الاخلاص في العمل، الأخذ بالأسباب لا تكفي، فلن ترزق ولن تنصر ولن توفق إلا بقلب متجرد لله
ها هو أبا بكر الصديق يعزل أبا عبيدة بن الجراح، ويولي خالد بن الوليد ويرسل أبا بكر رسالة إلى أبي عبيدة رضي الله عنه يخبره بهذا القرار، فقال بعد الحمد والثناء على الله عز وجل: “من أبي بكر إلى أبي عبيدة بن الجراح سلام الله عليك وبعد، فإني قد عزلتك،
ووليت خالد بن الوليد قيادة الجبهة في بلاد الشام، فاسمع له وأطع، ووالله ما وليته القيادة إلا لأني أظن له فطنة في الحرب ليست لك، وأنت عندي يا أبا عبيدة خير منه، أراد الله بي وبك خيراً والسلام”
ولما مات أبا بكر واستلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عزل خالد بن الوليد رضي الله عنه ويولي أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فيتنازل خالد لأخيه الأمين بكل تجرد وصدق ومحبة
- الصبر على محن الطريق: الصبر من أكبر علامات الاخلاص، فمهما تعرض للأذى والمحن والبلاء لا يتغير ولا ينافق، لأن المخلص يعلم يقيناً أنه لا يحدث شيء بالدنيا إلا بأمر الله، قال تعالى: {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
فوائد الاخلاص في العمل
- قبول العمل: من أكبر ثمرات الاخلاص في العمل أن الله يقبل عملك، قال تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، قال الله تعالى: {أيكم أحسن عملا}، ولم يقل: أكثركم عملاً
2- يرزقك الله الفهم والعلم والحكمة: قال مكحول: (من أخلص لله تعالى ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)، فمن ثمرات الاخلاص في العمل أن يرزقك الله العلم والفهم عنه والحكمة وهي الاصابة في الأقوال والأفعال على مراد الله ورسوله
3- الاخلاص في العمل وصدق النية تحقق الأجر ولو أخطأت العمل، اقرأ أيضاً: ثمرات التقوى في الدنيا والآخرة من خلال الكتاب والسنة
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة، فمر عليه رجل فتصدق عليه، فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق،
فلما سمع الناس يتحدثون قال: اللهم لك الحمد _على سارق_ ثم قال: والله لأتصدقن الليلة بصدقة، فأخذ الصدقة وخرج، فمرت امرأة فأعطاها الصدقة، فأصبح الناس يتحدثون، تصدق الليلة على زانية، فلما سمع بذلك: قال اللهم لك الحمد _ على زانية _
ثم قال: والله لأتصدقن الليلة بصدقة، فمر رجل فأعطاه الصدقة، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق الليلة على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني،
فأتي الرجل في المنام، فأما صدقتك على سارق لعله يستعف بها على سرقته واما صدقتك على الزانية لعلها ان تستعف بها عن الزنا واما صدقتك على الغني لعله أن يعتبر فينفق مما اعطاه الله)
4- حسن الخاتمة: من أبرز ثمرات الاخلاص في العمل عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قالوا: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)
5- الفوز بالنجاة والنجاة من النار: قال تعالى في شأن الأبرار جزاء لهم على الاخلاص في العمل قال تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسروراً، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا}
كيف نحقق الاخلاص في العمل؟
- أن تصدق في طلب الاخلاص
- أن تتعرف على الله بأسماء جلاله وجماله
- مصاحبة المخلصين الذين إذا رؤوا ذكر الله، فهناك وجوه بمجرد أن تراهم ذكرت الله وتشعر بحلاوة ولذة ونعيم، قال صلى الله عليه وسلم: (خير عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله)
- يقول مالك بن دينار: عندما سئل عن المخلصين قال: “كلام المخلصين دواء للخطائين، الرجل من المخلصين يحيي الله به الفئام من الناس” الفئام: الجماعة من الخلق
- فإذا أردت أن تحقق الاخلاص في العمل حاول أن تقترب من سير المخلصين وكلام المخلصين، وإذا أردت أن تحقق الاخلاص في العمل فاجعل لنفسك خلوة بينك وبين الله، راقب به أقوالك وأفعالك وأحوالك ولا تخالط الخلق إلا بقدر حاجتك، لتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله: (رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
عبارات عن الاخلاص في العمل
- قال الفضيل بن عياض: “أحسن العمل أخلصه وأصوبه فإن العمل إذا كان مخلصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان العمل صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، بل يجب العمل أن يكون مخلصاً وصواباً، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان موافق لسنة رسول الله”
- قيل ليونس بن عبيد: “هل رأيت أحداً يعمل بعمل الحسن البصري، قال: “والله ما رأيت أحداً يقول بقول الحسن البصري فكيف أرى أحداً يعمل بعمل الحسن البصري، قال: كان كلام الحسن البصري يبكي القلوب، وكلام غيره لا يبكي العيون”هذا السر بين المخلص وغير المخلص
- قال الامام الجنيد: “الاخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيميله”
- صفة المخلص: “إذا نظر اعتبر، وإذا صمت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا منع صبر، وإذا أعطي شكر، وإذا علم تواضع، وإذا علّم رفق”
- قال مكحول رحمه الله: “ما أخلص عبد أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه”
- “ما قرن شيء إلى شيء أفضل من اخلاص إلى تقوى، ومن حلم إلى علم، ومن صدق إلى عمل، فهي زينة الاخلاق ومنبت الفضائل”
قصة عن الاخلاص في العمل:
عن أبي عَبْد الرَّحْمَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخطَّابِ، رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: “انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ الْمبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فانْحَدَرَتْ صَخْرةٌ مِنَ الْجبلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا الله تعالى بصالح أَعْمَالكُمْ
قَالَ رجلٌ مِنهُمْ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كَبِيرانِ، وكُنْتُ لاَ أَغبِقُ قبْلهَما أَهْلاً وَلا مالاً فنأَى بِي طَلَبُ الشَّجرِ يَوْماً فَلمْ أُرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا فَحَلبْت لَهُمَا غبُوقَهمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِميْنِ، فَكَرِهْت أَنْ أُوقظَهمَا وَأَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً،
فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدِى أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ وَالصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمى فَاسْتَيْقظَا فَشَربَا غَبُوقَهُمَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَة، فانْفَرَجَتْ شَيْئاً لا يَسْتَطيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهُ.
قَالَ الآخر: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانتْ لِيَ ابْنَةُ عمٍّ كانتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ”وفي رواية: “كُنْتُ أُحِبُّهَا كَأَشد مَا يُحبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءِ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّى حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِى فَأَعْطَيْتُهِا عِشْرينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّىَ بَيْنِى وَبَيْنَ نَفْسِهَا ففَعَلَت، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا”
وفي رواية: “فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْليْهَا، قَالتْ: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الْخاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِىَ أَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ وَتركْتُ الذَّهَبَ الَّذي أَعْطَيتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعْلتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا.
وقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجرَاءَ وَأَعْطَيْتُهمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذي لَّه وَذَهبَ فثمَّرت أجْرَهُ حَتَّى كثرت منه الأموال فجائنى بَعدَ حِينٍ فَقالَ يَا عبدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ: كُلُّ مَا تَرَى منْ أَجْرِكَ: مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَم وَالرَّقِيق
فقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ لا تَسْتهْزيْ بي، فَقُلْتُ: لاَ أَسْتَهْزيُ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْه شَيْئاً، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فخرَجُوا يَمْشُونَ ”
للمزيد اقرأ: رياض الصالحين