طريقة التيمم
التيمم من خصائص الأمة الإسلامية، شرع التيمم في غزوة بني المصطلق (غزوة المريسيع) في السنة السادسة من الهجرة، وذلك حينما أضاعت عائشة رضي الله عنها عقدها، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه، وحانت الصلاة، وليس معهم ماء، فنزلت آية التيمم، كما نزلت آيات براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك في سورة النور، فقال أسيد بن حضير: “يرحمك الله يا عائشة، ما نزل بك أمر تكرهينه، إلا جعل الله للمسلمين فيه فرجاً” لكن يا ترى ما هو حكم التيمم وما هي أدلته وما هي طريقة التيمم المسنونة التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم
أدلة التيمم من القرآن والسنة
قبل أن نتكلم عن طريقة التيمم لا بد أن نذكر آيات التيمم وأحاديثها في السنة النبوية
- من القرآن: قال تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء، فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه}
- من السنة: خبر مسلم: عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جعلت لنا الأرض كلها مسجداً وتربتها طهوراً)
- من الاجماع: أجمعت الأمة على جواز التيمم
هل يجوز التيمم للجنابة؟
يجوز التيمم لكل ما يتطهر له من صلاة مفروضة ونافلة، أو مس مصحف، أو قراءة قرآن، أو سجود تلاوة، أو لبث في المسجد، لأنه يستباح بالتيمم ما يستباح بطهارة الماء
ويجوز التيمم للحدث الأصغر، والجنابة، والحيض والنفاس على حد سواء، لما روي أن قوماً جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنا قوم نسكن هذه الرمال، ولا نجد الماء شهراً أو شهرين، وفينا الجنب والحائض والنفساء، فقال عليه الصلاة والسلام: “عليكم بالأرض” اقرأ أيضاً: كيفية الاغتسال من الحيض
والآن بعد أن تحدثنا عن مشروعية التيمم سنتحدث عن وقت التيمم وطريقة التيمم بعونه تعالى
وقت التيمم:
- عند الحنفية: يجوز التيمم قبل الوقت، ولأكثر من فرض، ويجوز التيمم للفرائض والنوافل، وذلك قياساً على الوضوء، والوضوء يصح قبل الوقت، ويجوز أن يصلي بتيممه ما شاء من الفرائض والنوافل
- وقال الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة): لا يصح التيمم إلا بعد دخول وقت ما يتيمم له من فرض أو نفل، ولا يجوز عند المالكية والشافعية أن يصلي بتيمم واحد أكثر من فريضة واحدة
أسباب التيمم
سنذكر أسباب التيمم التي يجوز عندها للمسلم التيمم، ثم طريقة التيمم لاحقاً بعونه تعالى
- فقد الماء
- فقد القدرة على استعمال الماء
- المرض أو بطء البرء
- الحاجة إلى الماء في الحال أو في المستقبل، والاحتياج بحيث يحتاج للماء احتياجاً مؤدياً إلى الهلاك أو شدة الأذى
- شدة البرد: يجوز التيمم لشدة البرد إذا خاف ضررا من استعمال الماء، ولم يجد ما يسخن به الماء، لكن قيد الحنفية إباحة التيمم للبرد بما إذا خاف الموت أو التلف لبعض الأعضاء أو المرض، وبالجنب فقط ولو في الحضر، أما المحدث حدثاً اصغر فلا يجوز له التيمم للبرد في الصحيح
- الخوف من خروج وقت الصلاة: كصلاة الجنازة والعيد وهذا فقط يصح عند الحنفية
فرائض التيمم
سنذكر فرائض التيمم قبل ذكر طريقة التيمم لأهميتها، لأن الفرض لا بد من تحصيله، وإن فقد فرض من فرائض التيمم بطل التيمم
أولاً: النية عند مسح الوجه هي فرض باتفاق المذاهب الأربعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، اقرأ أيضاً: أحكام الصلاة وشروطها وسننها ومبطلاتها
ثانياً: مسح الوجه واليدين مع الاستيعاب لقوله تعالى: {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه}
والمطلوب في اليدين
- عند الحنفية والشافعية: مسحهما إلى المرفقين
- أما المالكية والشافعية: مسح اليدين إلى الكوعين، أما إلى المرفقين فهو سنة
وكذلك الضربات المفروضة:
- عند الحنفية والشافعية: ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين
- أما المالكية والحنابلة: الفريضة الضربة الأولى، أي وضع الكفين على التراب، وأما الضربة الثانية فهي سنة
طريقة التيمم عند الحنفية والشافعية
إن طريقة التيمم عند الحنفية والشافعية هي التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين
ودليهم في طريقة التيمم هذه، ما روى أبو أمامة وابن عمر رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين)
طريقة التيمم عند المالكية والحنابلة
إن طريقة التيمم عند المالكية والحنابلة هي: ضربة واحدة مفروضة يمسح بها وجهه بباطن أصابعه، ثم كفيه براحتيه، لحديث عمار رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في التيمم: “ضربة واحدة للوجه واليدين”)
للمزيد عن كيفية التيمم اقرأ: الفقه الاسلامي وأدلته