من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم
نحن معكم اليوم مع إمام من أئمة الهدى ومصابيح الدجى، إنه فقيه أهل البيت، إنه فقيه الكهول، صاحب اللسان السؤول، والقلب العقول، إنه الطاهر الزكي، الفقيه العبقري، الأديب اللغوي الألمعي، إنه مفسر التنزيل، وبحر التأويل، وحبر الأمة الجليل، إنه حبر الامة وترجمان القرآن، إنه صاحب سحر البيان، إنه الرجل الذي قال في حقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ” إنك لأصبح فتياننا وجهاً، وأحسنهم عقلاً، وأفقههم في كتاب الله عز وجل”
هل عرفتموه؟؟ إنه الصحابي الذي أطلق عليه حبر الامة، فيا ترى من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم
من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم
يتساءل كثير من الناس من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم، ومن الذي أطلقه عليه
إنه الغواص الذي يغوص في بستان الفقه والعلم ويستخرج اللآلى والجواهر والدرر، إنه عبد الله بن عباس رضي الله عنه،
أسلم في العاشرة من عمره، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبلغ عبد الله بن عباس الثالثة عشرة من عمره، على الراجح من أقوال أهل العلم، أطلق عليه حبر الأمة لأن ابن عباس كان مشهوراً بغزارة العلم، وسعة المعرفة، والإحاطة بمختلف العلوم، فنال لقب حبر الامة
فقد اجتمع لابن عباس من المحامد والفضائل الكثير في نفسه وعقله منذ صغره، فلم يكن أحد مثل فضائله وأدبه، وذكائه وفطنته، مما أهله أن يظفر بدعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) هذه هي الدعوة التي مثلت محور تفوق ونجاح ابن عباس في مسيرة حياته
السؤال: كيف استطاع حبر الأمة أن يسطر على صفحات التاريخ هذا العلم والفقه والفهم الراقي،
الجواب: كان لا يفارق الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولا يفارق مجلسه حتى يحفظ كل كلمة، كأن الكلمات تطبع في قلبه، السر: دعاء المصطفى
هل تعلم أنه لم يكتف حبر الأمة بذلك بل كان يفكر كيف يصلي رسول الله في الليل، فذهب حبر الأمة لميمونة خالة ابن عباس واستأذنها أن يبيت عندها، فاستأذنت رسول الله فأذن له، فتعلم من رسول الله الكثير من صلاته وهيئته
دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “اللهم علمه الكتاب، اللهم علمه الحكمة”
ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل”
بعد أن تعرفنا من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم، ستعرف على منزلة ابن عباس عند عمر رضي الله عنه
منزلة ابن عباس عند عمر رضي الله عنه
«كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد فى نفسه، وقال: لم تدخل هذا معنا وإن لنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من أعلمكم فدعاهم ذات يوم، فأدخلنى معهم، فما رأيت أنه دعانى يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون فى قول الله تعالى: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ؟
فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا: فقال لى: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. فقال: ما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلمه الله فقال إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وذلك علامة أجلك فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول»
أقوال العلماء في حبر الأمة
إنه الرجل الذي قال في حقه سعد بن أبي وقاص: ” ما رأيت أحداً أحضر فهماً ولا ألبّ لباً ولا أكثر علماً ولا أوسع حلماً منه، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ومع عمر أهل بدر من المهاجرين والأنصار”
إنه الرجل الذي قال في حقه عبد الله بن عمر في زمانه: ” هذا أعلم من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم”
إنه الرجل الذي قال في حقه مسروق بن الأجدع: ” كنت إذا رأيته قلت أجمل الناس، فإذا نطق قلت أفصح الناس، إذا حدث قلت أعلم الناس”
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: “كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم ونسب، وتأويل، وما رأيت أحدا كان أعلم بمن سبقه من حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منه، ولا بقضاء أبى بكر، وعمر، وعثمان منه، ولا أفقه فى رأى منه، ولا أثقب رأيا فيما احتيج إليه منه”.
ولقد كان يجلس يوما ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويوما التأويل، ويوما المغازى، ويوما الشعر، ويوما أيام العرب، ولا رأيت عالما قط جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلا قط سأله إلا وجد عنده علما».
فلا غرابة بعد ذلك أن يكون علم ابن عباس- رضى الله عنه- فى مقام رفيع بين أصحاب النبى صلّى الله عليه وسلّم، وأن يلقبه محمد بن الحنفية ب «حبر الأمة»، بعد أن دفنه بيده فى الطائف قال «مات والله اليوم حبر هذه الأمة».
بعد أن علمنا من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم، سنتعرف على فطانة حبر الامة
فطانة حبر الأمة وترجمان القرآن
بعد أن تعرفنا من هو حبر الأمة ولماذا سمي بهذا الاسم، سنتعرف على فطانة ابن عباس رضي الله عنه
كان ابن عباس شديد القرب من رسول الله لقرابته له، ولمحبته التعلم، وفي مجلس جمع النبي صلى الله عليه وسلم صحابته يوماً، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه، وكان عن يمينه عبد الله بن عباس، وهو يومئذ غلام، وعن يساره كبار الصحابة، فقال له رسول الله: يا غلام أتأذن لي أن أعطي الأشياخ؟ قال: ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه
بعد أن تعرفنا من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم، سنتعرف على مدة وفاته
وفاة حبر الأمة
بعد أن تعرفنا من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم سنذكر وفاة ابن عباس حبر الامة
عاش ابن عباس طول حياته ناشراً للعلم، ناصراً للقرآن، داعياً إلى الخير، ينفع الناس بعلمه ونصحه أينما حل وارتحل، جاهد في ميدان العلم والسيف، حتى توفاه الله، وقد كف بصره في آخر حياته فقال في ذلك وهو صابر راض هذين البيتين:
إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وسمعي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور
توفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين من الهجرة، وعمره إحدى وسبعين سنة
هكذا تعرفنا من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم، أسأل الله أن يجعلنا ننتفع بعلمهم وفطنتهم وهداهم إنه ولي ذلك والقادر عليه
للمزيد عن سؤالك من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم اقرأ: همة حبر الامة في الطلب