حكم الوشم في المذاهب الأربعة
قد انتشرت هذه الأيام بين الفتيات ظاهرة دق الوشم، الذي اتخذ شكلاً جديداً من حيث المكان الذي يتم فيه الوشم، حيث تسلل إلى صدور الفتيات وبطونهن، فتكشف الفتاة عن عورتها مرة أمام من يقوم بتلك المهمة المنكرة – وقد يكون رجلاً – في محلات الكوافير التي خصصت قسماً بها لدق الوشم وبأسعار باهظة، ثم تكشف هذه العورة مرات أخرى أمام الجميع لتظهر هذه النقوش، إنها الموضة لكن يا ترى هل الوشم حرام أم لا لنتعرف ما هو الوشم وما هو حكم الوشم في المذاهب الأربعة وهل يعتبر الوشم من الكبائر ام لا
ما هو الوشم
الوشم : هو أن تغرز إبرة أو نحوها في الجلد على ظهر الكف والمعصم أو الوجه أو الشفة وغير ذلك، حتى يسيل الدم، ثم يحشى محل الغرز بكحل ونحوه، فيخضر
بعد أن تعرفنا ما هو الوشم وقبل أن نتعرف على حكم الوشم في المذاهب الأربعة سنتعرف هل الوشم حرام
اقرأ أيضاً في بقعة أمل: حكم الاستعاذة عند الجمهور
هل الوشم حرام
الوشم حرام للحديث الذي رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة، والواشمة والموشومة، والواصلة والموصولة”
وروى أحمد أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء”
والنمص: وهو نتف الشعر من الوجه حرام أيضاً إلا إذا نبت في وجه المرأة شعر كثير كلحية وشارب فيندب إزالتهما
وتفليج الأسنان حرام أيضاً: وهو تفريق ما بين مقدمة الأسنان من الثنايا والرباعيات بالمبرد ونحوه
والواشرة: التي تشر الأسنان حتى يكون لها أشْر، أي تحديد ورقّة، تفعله المرأة الكبيرة، تتشبه بحديثة السن الصغيرة
والقاشرة: التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغُمرة (طلاء يتخذ من الوَرْس) ليصفو لونها
والمقشورة: التي يفعل بها ذلك، كأنها تقشر أعلى الجلد، ويبدو ما تحته من البشرة، وهو شبيه بفعل النامصة
والوشم والنمص والتفليج حرام على الرجال والنساء، الفاعل والمفعول به، لورود اللعن عليه، مما يدل على تحريمه
حكم الوشم في المذاهب الأربعة
حكم الوشم في المذاهب الأربعة حرام على الرجال والنساء، لا فرق بين الفاعل والمفعول به، ذلك لورود اللعن عليه، ولا يلعن إلا على فعل محرّم، بل على كبيرة من الكبائر
بعد أن تعرفنا على حكم الوشم في المذاهب الأربعة سنتعرف على دليل التحريم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله، مالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
وقد عدّ بعض فقهاء المالكية وبعض الشافعية أن الوشم يعتبر من الكبائر بحيث يلعن فاعلها، أما متأخري المالكية فقالوا بكراهة الوشم لا تحريمه
وقال النفراوي: أن حكم الكراهة يحمل على التحريم
وبعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة فقد استثنى بعض الفقهاء حالتين من حرمة الوشم هما:
إذا كان القصد من الوشم التداوي من المرض فإنه يجوز وضعه لأن القاعدة الفقهية تنص على أن الضرورات تبيح المحظورات فيجوز من أجل الاستشفاء والتداوي
وإذا كان القصد من الوشم تزين المرأة لزوجها فيجوز ذلك بإذنه
والحكمة من هذا التحريم هو تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، ولأنه تزوير، وتدليس، وإبهام بغير ما عليه الأمر في واقع الحال
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة سنتعرف هل الوشم يمنع الوضوء
هل الوشم يمنع الوضوء
يصبح موضع الوشم متنجساً لانحباس الدم فيه، فإن أمكن إزالته بالعلاج وجب، وإن لم يمكن إلا بالجرح، فإن خيف منه الضرر أو العيب الفاحش في عضو ظاهر كالوجه والكفين، لم تجب إزالته، وتجب التوبة منه، وإن لم يكن ضرر، لزم إزالته
ودليل تحريم الوشم الحديث المتفق عليه بين أحمد والشيخين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيّرات خلق الله تعالى” وقال: “ما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم”
وهو في كتاب الله {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة سنتعرف لماذا الوشم حرام
لماذا الوشم حرام
الحكمة من تحريم الوشم جاء مصرّحاً به في الحديث وهو تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، ولأنه تزوير، وتدليس، وإبهام بغير ما عليه الأمر في واقع الحال
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة سنتعرف على اضرار الوشم
اقرأ أيضاً في بقعة أمل: أنواع المطهرات عند المذاهب الأربعة
أضرار الوشم
يقول الدكتور عبد الهادي محمد عبد الغفار استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية:
إن المواد الغريبة التي تدخل الجلد تؤدي إلى حساسية الجلد، وإذا احتوى على مواد بترولية فإنه يؤدي إلى سرطان الجلد وتليفه، والوخز بالإبر يؤدي إلى نقل أمراض الكبد الوبائي والإيدز
لكن ظهر في هذه الأيام نوع آخر من الوشم، بحيث يطبع الوشم على الجلد أو يرسم بدلاً من دقه على الجلد، فهذا إذا لم يكن ضاراً بالجلد فلا بأس به، لأنه ليس تغييراً لخلق الله فأشبه الحناء، بشرط أن لا تبديه المرأة إلا لزوجها، وإن ك ان الأحوط تركه لما فيه من التشبه بالمتوشمات والله أعلم
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة ما حكم الوشم المؤقت
حكم الوشم المؤقت
إذا كنت تتساءل هل الوشم المؤقت حرام أو ما حكم الوشم المؤقت فلديك الجواب
الوشم المؤقت وهو عبارة عن صور تلصق على أجزاء من الجسم ثم تزول بعد أيام
فالجواب: يقول الشيخ ابن عثمين رحمه الله: إذا كانت صوراً من صور الحيوان فهذا حرام لا يحل، وإن كانت صوراً عبارة عن أشجار وما أشبه ذلك من النقوش فلا بأس بها وتركها فيما أرى احسن لأنه عبء على المرأة بزيادة الانفاق ومراعاة هذه النقوش فتركها أحسن
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة هل الوشم حلال ام حرام
الوشم حلال ام حرام
الوشم محرم وهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ومن يفعل بها كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة”
وقد عرف الامام الذهبي وغيره الكبيرة بأنها “كل معصية فيها حدّ في الدنيا أو وعيد في الآخرة باللعن أو العذاب ونحوهما
ويجب على من تعاطى هذا الفعل فاعلاً أو مفعولاً به أن يتوب إلى الله عز وجل، ويسارع من فعل به إلى إزالته إلا إذا خاف ضرراً فاحشاً من الإزالة فيكتفي بالتوبة النصوح
أما دخول الجنة فإن فاعل الكبيرة إذا تاب منها تاب الله عليه، وإذا مات قبل أن يتوب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، ولكنه لن يخلد في النار إن مات لا يشرك بالله شيئاً إن كان موحداً
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة فهل يا ترى يوجد وشم حلال
وشم الحلال
وشم الحلال يكون عندما تكون المادة التي يعمل بها التاتو أو الوشم لا يحصل بها ضرر للإنسان ولا تلصق لصوقاً دائماً أو طويلاً ولا يحصل بها متابعة لأهل الكفر والفسوق والعصيان، ولا يترتب عليها محظور شرعي من نظر ما لا يجوز نظره أو مس ما لا يجوز مسه شرعاً أو أن تظهر به متبرجة، ولم يكن فيها تصوير لصورة الحيوانات ولا تشبه الرجال بالنساء، فإن الظاهر أن وضع ما لا يثبت منه جائز، وإلا تعين البعد عنه
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة فهل يا ترى تقبل صلاة الواشم
هل تقبل صلاة الواشم
لعن الله الواشمة والمستوشمة وعليها أن تسارع إلى إزالته وتتوب إلى الله، فإذا خشيت من إزالته الضرر الفاحش، أو عجزت عن ذلك لقلة ذات اليد، اكتفت بالتوبة ولا إثم عليها، وصلاتها صحيحة
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة فهل يا ترى الوشم من الكبائر
هل الوشم من الكبائر
إن الوشم محرم وهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ومن يفعل به، لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة)
وقد عرف الامام الذهبي الكبيرة بأنها: “كل معصية فيها حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة باللعن أو العذاب ونحوهما
ويجب على من تعاطى هذا الفعل فاعلاً أو مفعولا به أن يتوب إلى الله عز وجل ويسارع من فعل به إلى إزالته إلا إذا خاف ضرراً فاحشاً من الازالة فيكتفى بالتوبة
بعد أن تعرفنا حكم الوشم في المذاهب الأربعة فهل يا ترى الوشم يدخل الجنة
هل الوشم يدخل الجنة
أما دخول الجنة فإن فاعل الكبيرة إذا تاب منها تاب الله عليه، وإذا مات قبل أن يتوب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، لكنه لن يخلد في النار إن مات لا يشرك بالله شيئاً إن كان موحداً
والآن بعد أن تعرفنا حكم بل في المذاهب الأربعة سنتعرف ما حكم من مات وعلى جسده وشم
حكم من مات وعلى جسده وشم
من مات وعلى جسده وشم يرجى له الرحمة والغفران، ويوكل أمره إلى الله تعالى الرؤوف الرحيم، وينبغي لأهله أو لأهلها أن يستغفروا للميت ويترحموا عليه ويتصدقوا عنه عسى الله أن يغفر له
والآن سنتعرف على خلاصة حكم الوشم في المذاهب الأربعة
خلاصة حكم الوشم في المذاهب الأربعة
اتفق الفقهاء على تحريم الوشم، واستثنوا من ذلك الحاجة أو الزينة للزوج، وهناك نوعي الوشم: الدائم والمؤقت وحكمهما التحريم، أما الوشم المؤقت الذي يزول سريعاً فحكمه الجواز بحيث لا يؤثر على الوضوء
إذاً خلاصة الفتوى في حكم الوشم في المذاهب الأربعة أن الأصل جواز الصبغ بما فيه تجميل إن كان لا يثبت دائماً ويحرم إذا حصل به اتباع للكفار أو الفساق أو تبرج أو حصل به ضرر أو تشبه بالنساء والأولى بالرجال البعد عنه مطلقاً
فإن كانت المادة التي يعمل بها الوشم أو التاتو لا يحصل بها ضرر للإنسان ولا تلصق لصوقاً دائماً أو طويلاً ولا يحصل بها متابعة لأهل الكفر والفسوق والعصيان ولا يترتب عليها محظور شرعي من نظر ما لا يجوز نظره أو مس ما لا يجوز مسه شرعاً أو أن تظهر به متبرجة، ولم يكن فيها تصوير لصورة الحيوانات ولا تشبه الرجال بالنساء، فإن الظاهر أن وضع ما لا يثبت منه جائز، وإلا تعين البعد عنه، كما ننصح الرجال بالبعد عن التعلق بهذه الأمور، فإن أرادوا الزينة فزينة الرجال بنظافتهم وطيبتهم وأخلاقهم ومجدهم وثقافتهم، وليست بصبغ بوضعه على مكان من الجسد، فهذا شغل من لا خلاق له، ومن اتباع المظاهر التي يزينها الشيطان وأتباعهم
وقال الألوسي في كتابه: “بلوغ الأرب” إن الوشم مذهب باطل، وعادة مستقبحة جداً، فلذلك أبطلته الشريعة الإسلامية وجعلته محرماً لما فيه من تغيير خلق الله