اجر الاضحية
قصة الاضحية
ترتبط قصة الاضحية بالنبي إسماعيل عليه السلام، عندما أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام بذبحه، عندما بلغ نبينا إبراهيم عليه السلام من العمر ثمانين عاماً ولم يرزق بولد، ثم استجاب الله لنبيه وأكرمه بابنه إسماعيل أراد الله أن يمتحن صبره وامتثاله لأوامر الله عز وجل
استيقظ إبراهيم عليه السلام على رؤيا أفزعته وهي رؤيته بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فاستيقظ مهموماً من هذه الرؤيا، وهو يعلم أن رؤياه حق وصدق من الله، فذهب إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل وهو يجر خطاه متألماً، كيف سيذبح ابنه فلذة كبده
وبعد انتظاره لكل هذه السنين كيف سيقتله بيده، لكن المفاجأة أن إبراهيم عندما أخبر إسماعيل لم يخف ولم يجزع، بل قال كلمته المشهورة: “يا أبت افعل ما تؤمر”، وحينما حان موعد الذبح وقف إبليس حاسداً
وبدأ يوسوس له: “هل ستذبح ابنك، وأنت بحاجة له، إن ما رأيته ما هو إلا أضغاث أحلام، وستندم حينما تذبحه، لكن لم يلتفت إبراهيم عليه السلام لوساوسه، لكن إبليس لم ييأس وعاد إلى إبراهيم ثانية، فالتقط إبراهيم عند الجمرة الكبرى سبع حصيات ورجمه بها،
وعندما وصلا إبراهيم وإسماعيل لمكان الذبح، قال له ابنه: ابتاه شد وثاقي كي لا أتخبط عند ذبحي فتتألم، أو يصاب قميصي بالدم فتحزن أمي لرؤيته، اجعل وجهي للأرض كي لا ترى عيناي فتضعف عن مهمتك وتخور قواك، اشحذ سكينك جيداً فإن الموت مؤلم
وعندما وضع الأب سكينه على عنق ابنه امتثالاً لأمر الله، وهما مستسلمين لأوامره ووحيه، جاءت قدرة الله بتعطيل السكين عن الذبح، فقد نودي في أهل السماء والأرض بأن الله افتدى إسماعيل بذبح عظيم
ليتحول هذا الأمر إلى منسك من مناسك الحج وهو الأضحية، ولنذكر دائما قصة الاضحية ونربطها بنبينا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لنتعلم منهما كيفية الاستسلام والانقياد لله عز وجل وأوامره، فلنتعرف على اجر الاضحية، ونعاهد ربنا على الاضحية كل عام كل على حسب قدرته واستطاعته، ولنذكر كلام ربنا: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}
تعريف الأضحية
تعريف الأضحية لغة: اسم لما يضحى به، أي يذبح أيام عيد الأضحى، وجمعها: الأضاحي
تعريف الأضحية اصطلاحاً: هي ذبح حيوان مخصوص بنية القربة في وقت مخصوص
أو هي ما يذبح من النّعم تقرباً إلى الله تعالى في أيام النحر
مشروعية الاضحية
وقد شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة، كالزكاة وصلاة العيدين، وثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة والاجماع
- من الكتاب: قال تعالى: {فصل لربك وانحر}
- من السنة: حديث أنس رضي الله عنه قال: (ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، أقرنين، فرأيته واضعاً قدميه على صفاحها، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده)
- الاجماع: أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية، وأنها أحب الأعمال إلى الله يوم النحر، وهي سنة نبينا إبراهيم لقوله تعالى: {وفديناه بذبح عظيم}
اجر الاضحية
اجر الاضحية كبير، فهي شعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وقال تعالى: {فصل لربك وانحر}
اجر الاضحية عظيم، فهو شكر لله على نعمه المتعددة، وعلى بقاء الانسان من عام لعام، ومن اجر الاضحية أنها لتكفير السيئات عنه: إما بارتكاب المخالفة، أو نقص المأمورات، وللتوسعة على أسرة المضحي وغيرهم، فلا تجزئ فيها دفع القيمة، بخلاف صدقة الفطر التي يقصد منها سد حاجة الفقير
ومن اجر الاضحية أنها تأتي يوم القيامة على الهيئة التي ذبحت فيها، لما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله تعالى من إراقة الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً)
وحديث أنس رضي الله عنه قال: (ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، أقرنين، فرأيته واضعاً قدميه على صفاحها، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده)
اجر الاضحية عظيم فهو اتباع لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام
من اجر الاضحية انها اقترنت بأهم العبادات وهي الصلاة، قال تعالى: {فصل لربك وانحر}
أما ما ورد من اجر الاضحية أن للمضحي له بكل شعره من اضحيته حسنة، فهذا حديث ضعيف
حكم الاضحية
اختلف الفقهاء في حكم الاضحية، هل هي واجبة أو هي سنة؟
- قال أبو حنيفة وأصحابه: حكم الاضحية واجبة مرة في كل عام على المقيمين من أهل الأمصار، على الناذر، وشاري الاضحية ليضحيها، والغني
- وقال الصاحبين (أبي يوسف ومحمد): حكم الاضحية سنة مؤكدة
- وقال الجمهور: حكم الاضحية سنة مؤكدة
دليل الحنفية في حكم الاضحية أنها واجبة: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من وجد سعة، فلم يضح، فلا يقربن مصلانا)، فقالوا: مثل هذا الوعيد لا يلحق بترك غير الواجب
واستدل الجمهور في حكم الاضحية على السنية:
- حديث أم سلمة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة: وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره)
- وحديث ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث هن علي فرائض، وهن لكم تطوع: الوتر، والنحر، وصلاة الضحى)
شروط الاضحيه
- القدرة واليسار
من شروط الاضحيه القدرة عليها، فلا تطلب من العاجز عنها في أيام عيد الأضحى،
وهو عند الحنفية: أن يكون مالكاً مائتي درهم الذي هو نصاب الزكاة، أو متاعاً يساوي هذا المقدار زائداً عن مسكنه، ولباسه، وحاجته وكفايته، هو ومن تجب عليه نفقتهم، وكذلك عند الشافعية
وعند المالكية والحنابلة: هو الذي يمكنه الحصول على ثمنها، ولو استطاع أن يستدين استدان، إذا كان يقدر على وفاء دينه
2. سلامة الحيوان المضحى به من العيوب الفاحشة
من شروط الاضحيه سلامة الحيوان من العيوب الفاحشة التي تؤدي عادة إلى نقص اللحم، أو تضر بالصحة، كالعيوب الأربعة المتفق على كونها مانعة من الضحية، وهي:
العور البين، والمرض البين، والعرج، والعجف (الهزال)، فلا تجزئ العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي
العجفاء: هي التي اشتد هزالها بحيث ذهب مخ أي دهن العظم
3. أن تكون التضحية في وقت مخصوص
من شروط الاضحية أن تضحى في وقتها المقدر لها، وهي عند الحنفية: أيام النحر ولياليها: ليلة الحادي عشر من ذي الحجة، وليلة الثاني عشر من ذي الحجة، ولا تصح التضحية في ليلة عيد الأضحى، وهي ليلة العاشر من ذي الحجة، ولا في ليلة اليوم الرابع
4. نية الأضحية
من شروط الاضحيه النية، فلا تجزئ الاضحية بدونها، لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، والفعل لا يقع قربة بدون النية، لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)
شروط المضحي
أن يكون المضحي مكلفاً: من شروط المضحي أن يكون المضحي مكلفاً، وهو أن يكون مسلماً حراً بالغاً، عاقلاً، مقيماً، مستطيعاً، اقرأ أيضاً: شروط الصيام
واختلفوا في المسافر والصغير
- فقال الحنفية: ليس عليه أضحية
- وقال المالكية: تسن الأضحية لغير الحاج، سواء مقيماً، أو مسافراً
- وقال الشافعية والحنابلة: تسن الأضحية لكل مسلم، مسافر أو حاج أو غيرهما
أما الصغير: فتجب عليه الأضحية من ماله على الأصح، وقال محمد وزفر: يضحي من مال نفسه، لا من مال الصغير
- وأرجح الآراء عند الحنفية: أنها تستحب ولا تجب عن الولد الصغير
- وقال المالكية: تسن الأضحية للصغير
- وقال الشافعية والحنابلة: لا تسن الأضحية للصغير
سنن الاضحيه
- من سنن الاضحيه تقليد الهدي ليشعر بتعظيمها، لقوله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وتقليد الهدي يعني: أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي
- من سنن الاضحيه أن يذبح بنفسه إن كان قادراً على ذلك، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما نحر نيفاً وستين بدنة بيده الشريفة
- من سنن الاضحيه أن يتوجه الذابح إلى القبلة
- من سنن الاضحيه توجيه الذبيحة إلى القبلة، وأن يضجع الذبيحة على جنبها الأيسر
- من سنن الاضحيه أن يحضر المضحي الذبح
- من سنن الاضحيه أن يدعو المضحي بالدعاء المأثور: “اللهم منك، ولك صلاتي، ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، بسم الله، والله أكبر، اللهم تقبل مني”
- من سنن الاضحيه أن يختار أسمنها وأحسنها وأعظمها، وأفضلها كبشاً أملح أقرن
- من سنن الاضحيه أن تكون آلة الذبح حادة من الحديد
- من سنن الاضحيه عند المالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة: إذا دخل عشر ذي الحجة ألا يحلق شعره، ولا يقلم أظفاره، حتى يضحي
وقت ذبح الاضحية
- اتفق الفقهاء على أن أفضل وقت ذبح الاضحية هو اليوم الأول قبل زوال الشمس، لأنه هو السنة، لحديث البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما نبدأ به يومنا هذا: أن نصلي، ثم نرجع، فننحر، فمن فعل ذلك، فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك، فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء)
- فاتفق الفقهاء على أن وقت ذبح الاضحية يكون بعد الصلاة، لحديث البراء، وحديث أنس في البخاري: (من ذبح قبل الصلاة فليعد، ومن ذبح بعد الصلاة، فقد تم نسكه، وأصاب سنة المسلمين)
واختلف الفقهاء في آخر وقت ذبح الاضحية:
- قال الحنفية: وقت ذبح الاضحية يدخل عند طلوع فجر يوم الأضحى، ويستمر إلى قبيل غروب شمس اليوم الثالث، وأيام الذبح ثلاثة: يوم العيد النحر ويومان بعده
- وقال المالكية: وقت ذبح الاضحية للامام بعد الصلاة والخطبة، وغير الامام وقت ذبح الاضحية له أن يذبح في اليوم الأول، بعد ذبح الامام، أو مضي زمن قدر ذبح الامام أضحيته إن لم يذبح الامام، فلا يجزئ الذبح قبل الصلاة، ولا قبل ذبح الامام
وفي غير اليوم الأول يدخل وقت ذبح الاضحية بطلوع الفجر، ويستمر إلى مغيب شمس اليوم الثالث
- وقال الشافعية: يدخل وقت الاضحية بمضي قدر ركعتين وخطبتين خفيفات بعد طلوع شمس يوم النحر، فإن ذبح قبل ذلك لم تقع أضحية
ويمتد وقت ذبح الاضحية ليلاً ونهاراً إلى آخر أيام التشريق، وهي ثلاثة بعد العاشر
- وقال الحنابلة: يبدأ وقت ذبح الاضحية من نهار الأضحى بعد مضي قدر صلاة العيد والخطبتين، ويستمر وقت ذبح الاضحية إلى آخر اليوم الثاني من أيام التشريق
دعاء ذبح الاضحية
يستحب عندما يريد المضحي ذبح الاضحية أن يقرأ دعاء ذبح الاضحية فيقول: “اللهم منك، ولك صلاتي، ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين”
ثم يقول: “بسم الله، والله أكبر، اللهم تقبل مني، لحدي جابر: قال: (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الأضحى، فلما انصرف، أتي بكبش، فذبحه، فقال: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا عني، وعمن لم يضح من أمتي)
توزيع الاضحية
اختلف الفقهاء في توزيع الاضحية اختلافاً يسيراً
- فقال جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والحنابلة): في حال توزيع الاضحية للفقراء يجوز الأكل من الأضحية المتطوع بها، أما المنذورة والواجبة فيحرم الأكل منها
- وقال المالكية والحنابلة: يجوز الأكل من المنذورة كالمتطوع
- ويستحب عند الحنفية والحنابلة أن يكون توزيع الاضحية أثلاثاً، فيأكل ثلث أضحيته، ويهدي ثلثها لأقاربه، وأصدقائه ولو أغنياء، ويتصدق بثلثها على المساكين
ودليل توزيع الاضحية ذلك عندهم قوله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر}، وقوله تعالى: {وأطعموا البائس الفقير}
وحديث ابن عباس في صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم: (ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث)
- أما المالكية فصفة توزيع الاضحية عندهم مطلقة، أي لا يشترط أثلاثاً، لحديث عائشة رضي الله عنها: (كلوا وادخروا وتصدقوا)
- وقال الشافعية: عند توزيع الاضحية الواجبة لا يجوز الأكل منها، لا المضحي ولا من تلزمه نفقتها، ويتصدق بجميعها وجوباً
- وأما توزيع الاضحية التطوع: فالمستحب للمضحي بها عن نفسه الأكل منها، أي أن الأفضل له تناول لقم يتبرك بأكلها، لقوله تعالى: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}، وقال تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله}، والمضحي يأكل ثلثاً على المذهب الجديد
كيفية ذبح الاضحية
- يستحب للمضحي عند الحنفية ربط الأضحية قبل أيام النحر بأيام، لما فيه من الاستعداد للقربة، وإظهار الرغبة فيها، فيكون له من عظيم اجر الاضحية، فيكون له فيه أجر وثواب، وأن يقلدها أي أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي، لقوله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
- ويستحب أن يذبح بنفسه إن قدر عليه لأنه قربة، فمباشرتها بنفسه أفضل من توليتها غيره، كسائر القربات، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق مائة بدنة هدية للحرم، فنحر منها نيفاً وستين بيده الشريفة، ثم أعطى المدية سيدنا علياً رضي الله عنه فنحر الباقي
- ويستحب أن يحضر المضحي الذبح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (قومي إلى أضحيتك، فاشهديها، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه)
- ويستحب أن تكون أسمنها وأحسنها وأعظمها، لأنها مطية الآخرة، وأفضلها: أن تكون كبشاً أملح أقرن
- ويستحب عند ذبح الاضحية أن تكون آلة الذبح حادة من الحديد
- وقال المالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة: يستحب لمريد التضحية إذا دخل عليه عشر ذي الحجة ألا يحلق شعره، ولا يقلم أظفاره، حتى يضحي، بل يكره له ذلك، وقال بعض الحنابلة: يحرم عليه ذلك
لحديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره)
- أما الحنفية فلا يكره ذلك عندهم، لأن المضحي لا يحرم عليه الوطء واللباس، فلا يكره له حلق الشعر وتقليم الأظفار، كما لو لم يرد أن يضحي
- ويندب توجيه الذبيحة إلى القبلة على جنبها الأيسر إن كانت من البقر والغنم، ويقول الذابح: “بسم الله والله أكبر، اللهم هدنا منك وإليك”
- وعند الشافعية يستحب عند الذبح خمساً:
“التسمية بالبسملة كلها، أو بسم الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واستقبال القبلة بالذبيحة، والتكبير قبل التسمية أو بعدها، والدعاء بالقبول فيقول الذابح: “اللهم هذه منك وإليك، أي نعمة صادرة منك، تقربت بها إليك” اقرأ أيضاً: يوم عرفة فضله وسبب تسميته وهل يستحب الصيام في يوم عرفة؟
على من تجب الاضحية
- تجب الاضحية عند الحنفية على كل موسر غني قادر على ذبح الاضحية في عيد الأضحى، سواء كان رجلا، أم امرأة
- أما عند المالكية والشافعية والحنابلة فهي غير واجبة، بل هي سنة مؤكدة لعظيم اجر الاضحية
عمر الاضحية
اتفق الفقهاء على أن الأضحية لا تصح إلا من الابل والبقر والغنم بسائر أنواعها، فيشمل الذكر والأنثى، والخصي والفحل، فلا يجزئ غير النعم من بقر الوحش وغيره، والظباء وغيرها، لقوله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}
وأفضل أنواع الحيوان:
- عند الحنفية: الأفضل الأكثر لحماً
- عند المالكية: الضأن ثم البقر ثم الإبل
- وعند الشافعية والحنابلة: الابل ثم البقر ثم الضأن ثم المعز
كما اتفق الفقهاء على جواز التضحية بالثني فما فوقه من الابل والبقر والغنم
واتفق المذاهب على تحديد سن الابل بخمس، واختلفوا في البقر:
- عند الحنفية والحنابلة والشافعية: ما له سنتان
- وعند المالكية: ما له ثلاث سنين
كما اختلفوا في المعز:
- عند الشافعية: ما له سنتان كاملتان
- وعند الجمهور: ما له سنة كاملة
واختلفوا في الجذع من الضأن:
- قال الحنفية والحنابلة: يجزئ الجذع السمين من الغنم ابن ستة أشهر، ودخل في السابع
- وقال الشافعية والمالكية: يجزئ الجذع من الضأن إذا أتم السنة الأولى، ودخل في الثانية
هل قص الشعر يبطل الاضحية؟
- قص الشعر لا يبطل الاضحية بل يكره للمضحي ذلك عند المالكية والشافعية وجماعة من الحنابلة، يكره للمضحي إذا دخل عشر ذي الحجة أن يحلق شعره وأن يقلم أظفاره، حتى يضحي
- وقال بعض الحنابلة: يحرم عليه ذلك، لحديث أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره)
- أما الحنفية: فلا يكره قص الشعر، ولا تقليم الأظفار، لحديث عائشة رضي الله عنها: (كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يقلدها بيده، ثم يبعث بها، ولا يحرم عليه شيء أحله الله له، حتى ينحر الهدي)
هل يجوز الاشتراك في ثمن الاضحية؟
يجوز الاشتراك في ثمن الاضحية في البدنة أو البقر، فإنها تجوز عن سبعة أشخاص، وتجزئ عنهم، لحديث جابر رضي الله عنه قال: (نحرنا بالحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة)
وفي لفظ: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة”
عيوب الاضحية
يشترط لإجزاء الاضحية أن تكون خالية من العيوب، وأن تكون سليمة من العيوب التي تعد نقصاً فيها، لحديث البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي)
فهذه عيوب الاضحية الأربعة أجمع العلماء على أن الأضحية لا تجزئ مع وجود واحد منها، وكذا ما كان في معناها، مما هو مشين
حكم الاضحية عن الميت
الاضحية واجبة عند الحنفية، وسنة مؤكدة عند الجمهور في حق الحي القادر، أما حكم الاضحية عن الميت فلا تجب عنه ما لم يوص بها، أو ينذرها قبل وفاته
واختلف الفقهاء في حكم الاضحية عن الميت لو ذبحت عنه بغير وصية هل تصح أم لا؟
- قال الحنفية والحنابلة: تصح الاضحية عن الميت، ويفعل بها كعن حي من التصدق والأكل، والأجر للميت، لكن يحرم عند الحنفية الأكل من الأضحية التي ضحى بها عن الميت بأمره
- قال المالكية: تكره الأضحية عن الميت إن لم يكن عينها قبل موته، فإن عينها بغير النذر، ندب للوارث إنفاذها
- قال الشافعية: لا تصح الاضحية عن الميت إن لم يوص بها: لقوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، فإن أوصى بها جاز، ويجب التصدق بجميعها على الفقراء، وليس لمضحيها ولا لغيره من الأغنياء الأكل منها، لتعذر إذن الميت في الأكل
وبعد أن تعرفنا على اجر الاضحية واحكامها وما لها من اجر عظيم هيا أخي الكريم لنبادر لإحياء سنة نبينا إبراهيم وإسماعيل عليه السلام، ونقوم بذبح الاضحية في أيام عيد الاضحى المبارك، لنسعد الفقراء والمساكين، وتأخذ دعوة من أخيك في ظهر الغيب علها تنجيك في دنياك وأخراك
للمزيد اقرأ: الفقه الاسلامي وأدلته