أنواع الطهارة
لقد اعتنى الاسلام بالطهارة فقال الله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، ولذلك اعتنى علماء الاسلام بمبحث الطهارة وأنواع الطهارة، فللطهارة أهمية كبيرة في الاسلام لأنها شرط دائم لصحة الصلاة التي هي تعظيم لله، وبالطهارة تطهر الروح والجسد، ولذلك اعتنى الاسلام بجعل المسلم طاهراً من الناحيتين المادية والمعنوية
تعريف الطهارة وأنواعها
الطهارة لغة: النظافة والخلوص من الأوساخ أو الأدناس الحسية كالأنجاس من بول، وغيره، والمعنوية كالعيوب والمعاصي، والتطهير: التنظيف وهو إثبات النظافة في المحل.
والطهارة شرعاً: النظافة من النجاسة: حقيقية كانت وهي الخَبَث، أو حُكمية وهي الحَدَث
والخبث في الحقيقة: عين مستقذرة شرعاً. والحدث: وصف شرعي يحل في الأعضاء يزيل الطهارة.
وعرف النووي الشافعي الطهارة بأنها: رفع حدث أو إزالة نجس، أو ما في معناهما وعلى صورتهما. وأراد بالزيادة الأخيرة على تعريف الحنفية السابق: شمول التيمم والأغسال المسنونة، وتجديد الوضوء، والغسلة الثانية والثالثة في الحدث والنجس، ومسح الأذن، والمضمضة ونحوها من نوافل الطهارة، وطهارة المستحاضة وسلس البول، وسنعلم المزيد عن أنواع الطهارة
ويتفق تعريفها عند المالكية والحنابلة مع تعريفها عند الحنفية، فإنهم قالوا:
الطهارة في الشرع: رفع ما يمنع الصلاة من حدث أو نجاسة بالماء، أو رفع حكمه بالتراب.
وعرفها الامام الشربيني الشافعي: الطهارة بالفتح مصدر طهر بفتح الهاء وضمها، والفتح أفصح يطهر بالضم فيهما.
الطهارة لغة: النظافة والخلوص من الأدناس حسية كالأنجاس، أو معنوية كالعيوب، يُقال: تطهر بالماء، وهم قوم يتطهرون: أي يتنزهون عن العيب.
الطهارة شرعاً: تستعمل بمعنى زوال المنع المترتب على الحدث والخبث، وبمعنى الفعل الموضوع لإفادة ذلك أو لإفادة بعض آثاره كالتيمم فإنه يفيد جواز الصلاة الذي هو من آثار ذلك،
الْحَدَثِ وَالْخَبَثِ، وَبِمَعْنَى الْفِعْلِ الْمَوْضُوعِ لِإِفَادَةِ ذَلِكَ أَوْ لِإِفَادَةِ بَعْضِ آثَارِهِ كَالتَّيَمُّمِ فَإِنَّهُ يُفِيدُ جَوَازَ الصَّلَاةِ الَّذِي هُوَ مِنْ آثَارِ ذَلِكَ، وَالْمُرَادُ هُنَا الثَّانِي لَا جَرَمَ. وَقَدْ عَرَّفَهَا الْمُصَنِّفُ فِي مَجْمُوعِهِ مُدْخِلًا فِيهَا الْأَغْسَالَ
وبعد أن تعرفنا على تعريف الطهارة لا بد أن نتعلم أنواع الطهارة
ما هي أنواع الطهارة:
يتساءل الكثير من الناس ما هي انواع الطهارة؟ وبعضهم يسأل اذكر انواع الطهارة الثلاثة والجواب: كل فريق من العلماء قد قسم أنواع الطهارة إلى أقسام:
القسم الأول:
إن أنواع الطهارة تنقسم إلى نوعين: طهارة حدث، وتختص بالبدن، وطهارة خبث، وتكون في البدن والثوب والمكان.
- وطهارة الحدث: ثلاث: كبرى وهي الغسل، وصغرى وهي الوضوء، وبدل منهما عند تعذرهما وهو التيمم.
- وطهارة الخبث ثلاث: غسل، ومسح، ونضح.
فالطهارة تشمل الوضوء والغسل وإزالة النجاسة والتيمم وما يتعلق بها.
هكذا تعرفنا على القسم الأول من أنواع الطهارة
القسم الثاني:
وبعضهم قال أن أنواع الطهارة ثلاثة أنواع:
- النوع الأول: طهارة الإنسان عن الذنوب والمعاصي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى أن يطهره من الذنوب والمعاصي، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:
“اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ.”
- النوع الثاني: الطهارة من الخبث وهو النجاسة الحسية؛ كالبول والغائط والدم والخمر المائع وغير ذلك من أنواع النجاسات الحسية، وهذه لا يطهرها إلا الماء الطهور عند جماهير أهل العلم، وذلك بأن تغسل به حتى يزال لونها وطعمها وريحها؛ إلا نجاسة الكلب والخنزير وما تولد منهما فلا بد من غسلها سبع مرات إحداهن بالتراب، على خلاف بين أهل العلم في بعض تفاصيل ذلك.
اقرأ أيضاً: أحكام الصلاة
- النوع الثالث: الطهارة من الحدث وقد قسم العلماء انواع طهارة الحدث إلى قسمين:
- القسم الأول: الحدث الأكبر وهو ما أوجب الغسل كخروج المني وتغييب الحشفة وهي طرف الذكر أو مقدارها من مقطوعها في فرج قبلاً كان أو دبراً ولو لم ينزل المني، ويجب الغسل على المغيب، والمغيب فيه، ومن ذلك وجوب الغسل على المرأة إذا انقطع حيضها أو نفاسها.
- القسم الثاني: الحدث الأصغر وهو ما أوجب الوضوء وهو خروج شيء من أحد السبيلين سواء كان بولاً أو مذياً أو غائطاً أو حصاة أو غير ذلك، المهم أن يخرج شيء من أحد السبيلين.
ومن ذلك: مس الفرج ببطن الكف سواء كان فرج نفسه أو فرج غيره، ومن ذلك: زوال العقل بنوم أو إغماء أو سكر أو غير ذلك، ومن ذلك: مس المرأة الأجنبية المشتهاة أي التي بلغت سناً تشتهى فيه عند أصحاب الطباع السليمة، وهذا على رأي بعض أهل العلم،
ومن ذلك: أكل لحم الجزور وهو رأي لبعض أهل العلم أيضاً،
والغسل من الجنابة يحصل بالنية وتعميم البدن بالماء.
والوضوء يحصل بالنية وغسل الوجه واليدين إلى المرفقين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين إلى الكعبين.
هكذا تعرفنا على القسم الثاني من أنواع الطهارة
القسم الثالث:
إن أنواع الطهارة نوعان ما هما لقد قسمهما العلماء إلى:
- طهارة الظاهر: وتكون بالوضوء أو الغسل بالماء إلى جانب طهارة الثوب والبدن والبقعة من النجاسة.
- طهارة الباطن: وتكون بخلوص القلب من الصفات السيئة كالشرك، والكفر، والكبر، والعجب، والحقد، والحسد، والنفاق، والرياء ونحوها، وامتلاء القلب بالصفات الحسنة كالتوحيد، والإيمان، والصدق، والإخلاص، واليقين، والتوكل ونحوها، ويُكمِّل ذلك بكثرة التوبة والاستغفار وذكر الله عز وجل
اقرأ أيضاً: أحكام الزكاة
هكذا تعرفنا على القسم الثالث من أنواع الطهارة
أنواع طهارة الخبث
بعض العلماء من صنف وقال إن الطهارة من الخبث تنقسم إلى قسمين: أصلية وعارضة
أما الأصلية: فهي القائمة بالأشياء الطاهرة بأصل خلقتها كالماء والتراب والحديد والمعادن وغيرها
وأما العارضة: فهي النظافة من النجاسة التي أصابت هذه الأعيان
وسميت هذه الطهارة بالعارضة لأنها تعرض بسبب المطهرات المزيلات لحكم الخبث من ماء وتراب وغيرهما
أهمية الطهارة:
بعد أن تعرفنا على أنواع الطهارة سنتعرف على أهمية الطهارة في الاسلام:
- للطهارة أهمية كبيرة في الإسلام، سواء أكانت حقيقية وهي طهارة الثوب والبدن ومكان الصلاة من النجاسة، أم طهارة حكمية وهي طهارة أعضاء الوضوء من الحدث، وطهارة جميع الأعضاء الظاهرة من الجنابة؛ لأنها شرط دائم لصحة الصلاة التي تتكرر خمس مرات يومياً،
- وبما أن الصلاة قيام بين يدي الله تعالى، فأداؤها بالطهارة تعظيم لله، والحدث والجنابة وإن لم يكونا نجاسة مرئية، فهما نجاسة معنوية توجب استقذار ما حلّ بهما، فوجودها يخل بالتعظيم، وينافي مبدأ النظافة التي تتحقق بالغسل المتكرر، فبالطهارة تطهر الروح والجسد معاً.
- وعناية الإسلام بجعل المسلم دائماً طاهراً من الناحيتين المادية والمعنوية أكمل وأوفى دليل على الحرص الشديد على النقاء والصفاء، وعلى أن الإسلام مثل أعلى للزينة والنظافة، والحفاظ على الصحة الخاصة والعامة، وبناء البنية الجسدية في أصح قوام وأجمل مظهر وأقوى عماد
- ولصون البيئة والمجتمع من انتشار المرض والضعف والهزال؛ لأن غسل الأعضاء الظاهرة المتعرضة للغبار والأتربة والنُّفايات والجراثيم يومياً، وغسل الجسم في أحيان متكررة عقب كل جنابة، كفيل بحماية الإنسان من أي تلوث
- وقد ثبت طبياً أن أنجع علاج وقائي للأمراض الوبائية وغيرها هو النظافة، والوقاية خير من العلاج. وقد امتدح الله تعالى المتطهرين، فقال: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}
- وأثنى سبحانه على أهل قُباء بقوله: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب الْمُطَّهرِّين}
- وعلى المسلم أن يكون بين الناس مثالاً بارزاً في نظافته، وطهره الظاهر والباطن، قال صلّى الله عليه وسلم لجماعة من صحبه: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش»
للمزيد عن انواع الطهارة في الاسلام اقرأ:الفقه الاسلامي وأدلته