تعلم القران الكريم عن طريق التاءات الخمس
إن تعلم القران الكريم وحفظه من أجلّ المهام التي من الممكن أن يقوم بها مسلم، وأجل من ذلك وأعظم ليس تعلم القران الكريم بل أن تعمل بما تعلمت وحفظت من القرآن الكريم، ولكي ندرك عظمة هذه المهمة علينا أن نتدبر قليلاً في أجر من يقرأ القرآن الكريم
تعريف القرآن الكريم:
هو كلام الله تعالى المعجز، المنزل على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، المكتوب بين الدّفتين، المنقول إلينا بالتواتر، المتحدى بأقصر سورة منه.
- المقصود بأنَّه مُعجَز: أي أنَّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم ليكون مُعجزةً مُؤيِّدةً للنبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وتمثَّل الإعجاز بما حواه القرآن الكريم من فصاحةٍ وبلاغةٍ، وإخبارٍ عن الغيب وقصصٍ للأمم السَّابقة، وما تضمَّنه من إعجازٍ علميٍّ وتشريعيٍّ،
يكمن الإعجاز في تحدّي القوم الكافرين بأن يأتوا بمثله أو بعشر سورٍ منه أو حتّى آيةٍ واحدةٍ من مثل آياته، وما زال التحديّ قائماً، ومن ذلك قول الله تعالى:(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).
- المُراد بالمُوحَى به أي أنَّ القرآن الكريم بكلِّ ألفاظه ومعانيه مُنزّلٌ من الله تعالى على النبيّ محمد -عليه الصّلاة والسّلام- بواسطة المَلك جبريل -عليه السّلام-، وفي ذلك يقول الله تعالى:(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ).
- المقصود بمتعبَّدٍ بتلاوته: أي أنَّ في تلاوة القرآن الكريم عبادةً وقربةً يتقرَّب بها المُؤمن من الله تعالى، ويحظى بها بالأجر والثَّواب العظيم، وكذلك أنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلا بقراءة آياتٍ من القرآن الكريم، ومن ذلك قول النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-:(لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ).
- التواتر: هو النقل المستفيض لخبر من الأخبار، طبقة بعد طبقة، من أول الإسناد إلى آخره، بحيث يحيل العقل اجتماع كل الرواة على الكذب.
تعلم القران للكبار والصغار
لا شك أن تعلم القران الكريم للكبار وتعلم القران للاطفال الصغار يعتبر معجزة حقيقية، فتجد الملايين من أمة الإسلام يتسارع الكبير والصغير منهم من أجل تعلم القران الكريم وحفظه، مع كبر حجمه، وتعدد سوره، وتشابه آياته
ويزداد عجبك عندما ترى الأطفال دون العاشرة يحفظون القرآن الكريم كاملاً، كما نرى كثيراً من الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة يتسارعون إلى تعلم القران الكريم وحفظه، فقط عن طريق السماع والتلقين يدركون ما يطمحون إليه، اقرأ أيضاً: من هم المفلحون في القرآن الكريم
كما يزداد عجبك عندما تجد كثيراً ممن فقدوا نعمة البصر قد أبدلهم الله بنعمة تعلم القران الكريم وحفظه، فقد من الله عليهم بنعمة الذاكرة قد تكون أرسخ وأقوى ممن يتمتعون بنظر ثاقب
فضل تعلم القران الكريم و حفظه:
- حافظ القرآن هو من خير الناس وأفضلهم: بذلك بشره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:(خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) لذلك كان من تعلم القرآن الكريم وعلّمه يكسب الخيرية.
- مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة: لحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر).
- الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة: لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران). ذلك فإن تعلم القرآن مع تعلم تجويده هو ما يميز الماهر عن القارئ والحافظ.
أجر ومنزلة تعلم القران الكريم وحفظه:
- منزلته ودرجته بالجنة بعدد الآيات التي يحفظ: لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
- تحليته يوم القيامة بتاج الكرامة: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلّه فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه، فيقال: اقرأ وارتق وتزاد بكل آية حسنة)
- حافظ القرآن من أولياء الله المختصين به: لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إنّ لله أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله: من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)
- حافظ القرآن من أولياء الله المختصين به: لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إنّ لله أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله: من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)
فوائد تعلم القران الكريم:
- يساعد فهم آيات القرآن الكريم على استخراج الأحكام الشرعية والأخلاقية، حيث يجب على متعلم القرآن أن يكون على درايةٍ بكيفية ووقت النزول، وأسباب النزول، كما يجب أن يفهم هذه الآيات ويتدبرها وأن يعرف الناسخ والمنسوخ، والإعجاز العلمي والبياني فيها.
- تعلم القرآن الكريم يعتبر من أهمّ العلوم والمعارف التي يحصل فيها الإنسان على الرفعة وعلو المنزلة في الدنيا والآخرة، وهو شرفٌ عظيمٌ يمنح صاحبه ثقافةً وعلماً كبيراً، كما أنّه يصلح النفس والقلب ويؤدبهما.
- يكتسب متعلم القرآن الكريم اللغة السليمة، ويكون قادراً على ضبط الحروف بشكلٍ صحيح، كما تكون مخارج الحروف لديه سليمةً، خاليةً من اللحن والخطأ.
- متعلم القرآن الكريم يكون عالماً بالأحكام الواردة فيه بشكلٍ كبير، وبالتالي يتجنب الذنوب والمعاصي؛ لأنّ تعلم القرآن الكريم والمعاصي لا يجتمعان في صدر مسلم، لذلك فإننا نجد الشخص الذي يتعلم القرآن ينأى بنفسه عن الذنوب والآثام قدر المستطاع لأنّه يتذكر الآيات التي تنهى عن فعل المنكر وبالتالي يكون لديه وازعٌ ديني داخلي.
- تعلم القران الكريم يعطي المرء القدرة على فهم الكون والظواهر الطبيعية الموجودة فيه، لأنّ هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي ذكرها القرآن وشرحها في آياته.
- تعلم القران الكريم وحفظه يقوي الذاكرة، فالأشخاص الذين يحفظون القرآن الكريم لديهم قدرةٌ على الحفظ واسترجاع المعلومات أكثر من الأشخاص الذين لا يحفظون القرآن ولا يتعلمونه.
- قراءة القرآن الكريم وتدبره تعطي لصاحبها منزلةً عظيمة يوم القيامة، حيث إنّ منزلته تكون مع الملائكة في عليين، كما أنّه يُلبس والديه تاجاً من نور كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم.
- يأتي القرآن شفيعاً لصاحبه يوم القيامة، ومن فضل تعلم القرآن الكريم ما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(وما اجتمعَ قومٌ في بيتِ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتْهم الرحمةُ وحفّتهم الملائكةُ، وذكرَهم اللهُ فيمن عنده).
الطريق إلى تعلم القران الكريم:
كثير من النساء تسأل عن تعلم القرآن الكريم وعن حفظه وفهمه وتدبره لكن لا تدري كيف تبدأ؟، أو كيف تتعلم القرآن الكريم من خلال كثرة الضغوط والحياة اليومية، وأناس آخرون لا يعرفون طرق البحث والعلماء الذين يؤخذ منهم تعلم القرآن الكريم،
وأيضاً ما هي الكتب التي تعين على ذلك، فقد أجاب بعض العلماء عن هذا التساؤل بقولهم والحمد لله رب العالمين، وبإمكانك أيتها الأخت الكريمة أن تلتحقي بأقرب مركز لتحفيظ القرآن في مدينتك، وهناك تتعلمين أحكام التلاوة، وتشرعين في حفظ كتاب الله تعالى وفقًا لمقررات هذه المراكز.
وإذا عجزت عن الالتحاق بمراكز القرآن؛ فدونك الإنترنت، استمعي إلى دروس القرآن الكريم التي تعلم التلاوة الصحيحة، ومن أشهرها دروس الشيخ أيمن سويد حيث شرح كتبًا صغيرة(متونًا) في علم التجويد،
ومن أشهرها: المقدمة الجزرية؛ فاستمعيها وكرري سماعها فإنها نافعة جدًا. وكذلك توجد حلقات لتحفيظ القرآن عبر الإنترنت، وعبر الهواتف المحمولة، وبأدنى بحث تستطيعين الوصول لهذه الحلقات القرآنية الافتراضية، ومن ثم تلتحقين بها.
ومن أعظم ما يسهل عليك طريقة الحفظ هو أن تستعيني بالله تعالى، وتخلصي النية له، وتقللي المقدار المحفوظ، وتكثري من تكراره حتى يثبت في قلبك.
للإفادة أكثر يمكنك الضغط على موقع إسلام ويب
وأما تدبر القرآن؛ فهو فرع عن فهمه، والطريق إلى ذلك هو أن تطالعي تفسيرًا مختصرًا للقرآن، ومن أشهر التفاسير المختصرة:(التفسير الميسر) الذي أصدره مجمع الملك فهد للقرآن الكريم بالمدينة النبوية.
الحكمة من تعلم القران الكريم وحفظه
من أعظم وسائل حفظ القرآن الكريم هو أن يحفظ في قلوب الرجال والنساء والأطفال، فهذه أماكن آمنة لا يصل إليها عدو ولا حاقد، وقد يأتي على المسلمين زمان يحارب فيه الإسلام، وتحرق فيه كتب القرآن، ولكن يبقى القرآن في الصدور، وصدق الله عز وجل إذ يقول: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}
صفات من تعلم القرآن الكريم وحفظه
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكيناً ليناً، ولا ينبغي أن يكون جافياً ولا ممارياً ولا صياحاً ولا صخابا ولا حديداً)
فوائد تعلم القران الكريم:
- يساعد فهم آيات القرآن الكريم على استخراج الأحكام الشرعية والأخلاقية، حيث يجب على من أراد تعلم القران الكريم أن يكون على درايةٍ بكيفية ووقت النزول، وأسباب النزول، كما يجب أن يفهم هذه الآيات ويتدبرها وأن يعرف الناسخ والمنسوخ، والإعجاز العلمي والبياني فيها.
- تعلم القرآن الكريم يعتبر من أهمّ العلوم والمعارف التي يحصل فيها الإنسان على الرفعة وعلو المنزلة في الدنيا والآخرة، وهو شرفٌ عظيمٌ يمنح صاحبه ثقافةً وعلماً كبيراً، كما أنّه يصلح النفس والقلب ويؤدبهما.
- تعلم القران الكريم يكسب صاحبه اللغة السليمة، ويكون قادراً على ضبط الحروف بشكلٍ صحيح، كما تكون مخارج الحروف لديه سليمةً، خاليةً من اللحن والخطأ.
- متعلم القرآن الكريم يكون عالماً بالأحكام الواردة فيه بشكلٍ كبير، وبالتالي يتجنب الذنوب والمعاصي؛ لأنّ تعلم القران الكريم والمعاصي لا يجتمعان في صدر مسلم، لذلك فإننا نجد الشخص الذي يتعلم القرآن ينأى بنفسه عن الذنوب والآثام قدر المستطاع لأنّه يتذكر الآيات التي تنهى عن فعل المنكر وبالتالي يكون لديه وازعٌ ديني داخلي.
- تعلم القران الكريم يعطي المرء القدرة على فهم الكون والظواهر الطبيعية الموجودة فيه، لأنّ هناك العديد من الظواهر الطبيعية التي ذكرها القرآن وشرحها في آياته.
- تعلم القران الكريم وحفظه يقوي الذاكرة، فالأشخاص الذين يحفظون القرآن الكريم لديهم قدرةٌ على الحفظ واسترجاع المعلومات أكثر من الأشخاص الذين لا يحفظون القرآن ولا يتعلمونه.
- قراءة القرآن الكريم وتدبره تعطي لصاحبها منزلةً عظيمة يوم القيامة، حيث إنّ منزلته تكون مع الملائكة في عليين، كما أنّه يُلبس والديه تاجاً من نور كما وعد النبي صلى الله عليه وسلم. يأتي القرآن شفيعاً لصاحبه يوم القيامة
حكم تعلم القران الكريم بالتجويد:
أولأً: مخارج الحروف: الالتزام بها واجب، والاخلال بها حرام مطلقاً، كتغيير حاء الرحمن بالخاء أو الهاء.
ثانياً: صفات الحروف: تنقسم إلى قسمين:
- صفات تغييرها يخرج الحرف عن حيّزه:
الالتزام بها واجب، والاخلال بها حرام مطلقاً كتفخيم سين(عسى)، وترقيق صاد(عصى)، وترقيق طاء(الطلاق)، وتفخيم تاء(التلاق)
- صفات تزيينية تحسينية:
كترقيق الراء المفتوحة والمضمومة نحو (الرحمن الرحيم)، وعدم تبيين الهمس والتفشي، وعدم تطويل زمن الحرف الرخو الساكن مقارنة بالشديد، وكل ما اصطلح عليه العلماء باسم (اللحن الخفي) فيفرق فيه بين حالتين:
- على سبيل التلقي والمشافهة: الالتزام بها واجب، والاخلال بها حرام، لأنه كذب في الرواية.
- على سبيل التلاوة المعتادة: يفرّق فيه بين حالتين:
- من شخص متقن عالم بالأحكام: معيب في حقه
- من عامة المسلمين: ترك الأكمل ولا شيء عليه
التاءات الخمس لحفظ القرآن الكريم
- التصميم: إذا كنت راغباً في حفظك للقرآن عليك أن تأخذ العهد على نفسك بأن تحفظه وتصمم على ذلك وتسعى لتحقيق هدفك دون أن تحيد عنه حتى تصل إليه.
- التضرع: إذا كنت صادقاً في طلبك بحفظ القرآن الكريم عليك أن تلجأ إلى باب الكريم فهو وحده الذي يُمدّك بطاقة للحفظ، فإياك أن تغتر بذاكرتك وقوتك فلولا توفيق الله وعونه لما استطعت أن تحفظ آية.
- التركيز: إذا بدأت بحفظك للقرآن عليك أن تكون بعيداً عن الشواغل والملهيات وتركز جميع قوتك وإدراكك فيما تريد حفظه.
- التكرار: إذا انتهيت من حفظك لصفحة القرآن عليك أن تكررها ولا تمل من ذلك حتى تحفظها كاسمك فإذا حققت ذلك فانتقل إلى صفحة أخرى.
- التعاهد: عندما تكون قد أنهيت حفظك وتريد في اليوم التالي أن تحفظ جديداً لا تبدأ بالجديد حتى تراجع ما حفظته سابقاً، فإذا اطمأننت لحفظك فتوكل على الله وأكمل حفظك.
القواعد الأساسية لحفظ القرآن الكريم
- الإخلاص: أهم قاعدة من أجل تعلم القران الكريم وحفظه الإخلاص، قال تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك}
فإياك أن تبتغي في تعلم القران الكريم وحفظه مالاً أو جاهاً، أو ارتفاعاً فوق الناس، أو إمامة للصلاة، أو أن يشار إليك، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) عرف الجنة: أي ريحها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار،
ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها، قال: تعلّمت العلم وعلّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلّمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار،
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه فأتي فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)
من أجمل النوايا في تعلم القران الكريم وحفظه
- نية القراءة الكثيرة للقرآن
- نية قيام الليل بما تحفظ
- نية أن تنال شرف أن تكون من حملة القرآن الكريم
- نية أن تلبس والداك تاجاً يوم القيامة
- نية الوقاية من عذاب الآخرة
- أن تكون قدوة حسنة للمسلمين وغير المسلمين
- العزيمة الصادقة، قال تعالى: {من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}
- أدرك قيمة ما تعمل: فالذي يدرك قيمة تعلم القران الكريم يضحي من أجله، ليكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)
- العمل بما تحفظ من القرآن الكريم، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً فيباهي بعضكم بعضاً، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله)
- ترك الذنوب: فالقلب الذي أشرب حب المعاصي لا يمكن أن يعي القرآن، وقد فقه ذلك الشافعي رحمه الله، حيث كان مشهوراً بالذاكرة القوية العجيبة، وكان يحفظ الشيء بمجرد النظر إليه، ثم اكتشف في يوم أنه لا يجيد الحفظ كما اعتاد، فذهب إلى أستاذه وكيع، واشتكى إليه سوء حفظه، فقال له: إن ذلك يرجع إلى أنك ارتكبت ذنباً من الذنوب، فأثر على قوة حفظك، فراجع الشافعي نفسه، فوجد أنه قد وقع بصره ذات مرة على ساق امرأة رفع الهواء ثوبها، فاعتبر أن هذا هو الذنب الذي أثر على حفظه
فنظم الشافعي أبيات رائعة في ذلك فقال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال لي: إن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
- الدعاء: عليك أن تدعو الله عز وجل بأن يمن عليك تعلم القران الكريم وحفظه، وأن ييسر لك العمل به
- الفهم الصحيح: من أجمل القواعد في تعلم القران الكريم وحفظه أن يفهم معاني الآيات، ومن التفاسير الميسرة التي تساعد على فهم تعلم القران الكريم وحفظه تفسير الطبري وتفسير السعدي، ومختصر ابن كثير
- التجويد المتقن: لا بد لمن يريد تعلم القران الكريم ويريد حفظه أن يتقنه بالتجويد، مما يزيد في أجره لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)
- التلاوة المستمرة: اجتهد أيها المتعلم أن تختم القرآن على الأقل مرة واحدة كل شهر، فالقراءة المستمرة ينقل السور المحفوظة من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل نسّي، واستذكروا القرآن فإنه أشدّ تفصّياً من صدور الرجال من النّعم)
- الصلاة الخاشعة بما تحفظ: متابعة قراءة ما تحفظ في صلواتك تثبت الحفظ، اقرأ في صلواتك ما حفظته حديثاً، وراجع بعض الآيات التي حفظتها من قبل
قواعد مساعدة في تعلم القران الكريم وحفظه
- ضع خطة واضحة ولتكن على مدار خمس سنوات
- ارتبط بأصدقاء صالحين يحبون تعلم القران الكريم وحفظه
- احمل مصحفاً صغيراً يعينك على حمله دائماً
- ابدأ بالأجزاء السهلة
- حافظ على رسم واحد للمصحف في تعلم القران الكريم وحفظه
- لا تتجاوز مقرر الحفظ قبل إتقانه
- اعتن بالمتشابهات
- اشترك بمسابقات حفظ القران الكريم
بقعة أمل تتمنى لكم أن تكونوا من حفظة كتاب الله الماهرين به